«رحلة مدهشة» تطور خدمات الاتصالات بمصر من التلغراف إلى الجيل الخامس

من التلغراف إلى الجيل الخامس 5G.. رحلة قرنين من تطور خدمات الاتصالات بمصر

على مدار نحو قرنين من الزمن، قطعت مصر شوطًا كبيرًا في تطوير منظومة الاتصالات، ابتداءً من تشغيل أول خط تلغراف عام 1845 بين القاهرة والإسكندرية، وصولًا إلى تقديم خدمات الجيل الخامس في يونيو 2025، هذه الرحلة تمثل انعكاسًا حقيقيًا للإصرار على الابتكار والتحديث في عالم التكنولوجيا.

في هذا التقرير، نستكشف معًا أهم المحطات الرئيسية التي قادت مصر إلى هذه القفزة التكنولوجية، مع تسليط الضوء على كيفية تأثيرها الإيجابي في مجالات متعددة مثل الاقتصاد، التعليم، الصحة، والخدمات العامة، وذلك وفقًا لتقارير الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات.

مراحل تطور قطاع الاتصالات في مصر

تابع أيضاً «قفزة تاريخية» إسرائيل بين نشوة الضربة الأولى وصدمة الرد الإيراني

كان عام 1845 نقطة البداية في مسيرة الاتصالات المصرية عندما افتتحت شركة التلغراف الشرقية أول خط يربط بين أكبر مدينتين في مصر، القاهرة والإسكندرية، استمر التطور بخطوات منتظمة، فمع حلول عام 1876، انضمت مصر إلى الاتحاد الدولي للاتصالات لتعزز حضورها في الساحة العالمية، وفي عام 1881، شهدت مصر تركيب أول خط هاتف يربط بين القاهرة والإسكندرية، وهو الإنجاز الذي استمر توسيعه ليشمل المزيد من المدن والمحافظات على مر العقود.

وفى خطوة فارقة، افتتحت مصر أول سنترال هاتفي بمدينة الإسكندرية عام 1897، بينما قامت الحكومة بالاستحواذ على شركة الهاتف الشرقية عام 1918، ومن هنا نشأت الشركة المصرية للاتصالات التي تواصل دورها حتى اليوم، ومن اللحظات التاريخية التي لا تنسى كانت عام 1975، عندما أُطلقت خدمات الهاتف اللاسلكي لأول مرة في سيارات القاهرة، ما مثل بداية عصر جديد من الراحة والسهولة في الاتصال.

محطات رئيسية في تطوير شبكات الاتصال الحديثة

مقال مقترح «قرار مفاجئ» مصر للطيران تلغي رحلاتها إلى لبنان والعراق وعمان

كانت بداية تشغيل خدمات الهاتف المحمول علامة فارقة في عام 1996، حيث غيرت هيئة الاتصالات السلكية واللاسلكية وجه الاتصال في مصر تمامًا، بعدها جاءت تقنيات أكثر تطورًا مثل الجيل الثاني (2G) في عام 1998، الذي أتاح إمكانية إرسال الرسائل النصية ومكالمات أوضح وأكثر استقرارًا، أما نقطة التحول الثانية فكانت مع الجيل الثالث (3G) في 2007، الذي فتح الآفاق أمام استخدام الإنترنت بسرعات جيدة وهو ما عزز انتشار الهواتف الذكية.

وعام 2016 مثّل قفزة جديدة، حيث حصلت شركات الاتصالات على تراخيص الجيل الرابع (4G)، ما أدى إلى تحسين كفاءة الإنترنت بشكل غير مسبوق، بينما كانت البداية الحقيقية لتقنيات الجيل الخامس (5G) في عام 2024 بتوقيع الترخيص مع شركات المحمول الأربعة، ليأتي يونيو 2025 كعلامة فارقة بإطلاق هذه الخدمات رسميًا، مما يمهد الطريق لعصر جديد من الابتكار في جميع مجالات الحياة.

توسعات في البنية التحتية للاتصالات

تابع أيضاً «جرب الآن» لعبة الحبار الجديدة على موبايلك واستمتع بتشويق غير عادي

منذ إطلاق خدمات الجيل الرابع، عملت الدولة بجهود مكثفة على توسعة البنية التحتية، فعدد محطات الهاتف المحمول تضاعف ليصل إلى ما يقارب 34 ألف محطة، في حين تم تخصيص ترددات إضافية بمقدار 110 ميجاهرتز للارتقاء بجودة الخدمة، وارتفع عدد المشتركين في خدمات المحمول إلى نحو 115 مليون مستخدم بحلول مارس 2025، وهو ما يعكس مدى الإقبال على استخدام خدمات الاتصالات الحديثة.

أبرز الابتكارات تضمنت إطلاق خدمات التليفون المحمول باستخدام شريحة الـ e-SIM، والترخيص لخدمات إنترنت الأشياء والاتصالات السحابية، بالإضافة إلى تحسين خدمات المكالمات عبر شبكة الواي فاي، هذه التحديثات جعلت من مصر مركزًا إقليميًا تنافسيًا في تطوير التكنولوجيا الحديثة.