«تحرك مفاجئ» عيدروس الزبيدي يعين ناطقا جديدا للانتقالي وسط تحديات حاسمة

عيدروس قاسم الزُبيدي أصدر يوم الإثنين 26 مايو قرارًا وصفه إعلام المجلس الانتقالي الجنوبي بأنه خطوة تحمل الرقم (13) لسنة 2025، وتضمّن تعيين “صالح حسين أحمد الفردي” ناطقًا رسميًا باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن سيرته الذاتية على الموقع الرسمي للمجلس الانتقالي حتى لحظة الإعلان، ومع ذلك، تشير المعلومات المتوفرة إلى أن الفردي وُلد في مديرية الحد يافع وينتمي إلى أسرة مستقرة في محافظة حضرموت، وهو حاصل على شهادة بكالوريوس في اللغة العربية بتقدير امتياز من جامعة عدن، وتولى عدة مناصب من بينها نائب مدير الإعلام التربوي في ساحل حضرموت ونائب مدير عام مكتب وزارة الثقافة هناك.

قرار عيدروس الزُبيدي: تفاعل واسع وسط تساؤلات

أثارت خطوة تعيين صالح الفردي حراكًا وتفاعلًا قويًا على منصات التواصل الاجتماعي بين مؤيدي المجلس الانتقالي الجنوبي، إذ وصف البعض القرار بأنه “استراتيجي” ويأتي في وقت حساس على أكثر من صعيد، وذهب هؤلاء إلى اعتبار أن التحرك يعبّر عن رغبة القيادة في تعزيز الخطاب الإعلامي وربطه أكثر باهتمامات المواطن الجنوبي، ولكن، وعلى الجانب الآخر، لم يخل التفاعل من بعض الآراء الساخرة أو المنتقدة التي صبّ تركيزها على التوقيت والآثار المحتملة لمثل هذه القرارات.

بينما دافع المؤيدون عن الخطوة كونها تأتي استجابة للتحديات الراهنة من حيث أهمية الخطاب الإعلامي في التأثير على الرأي العام، تساءل المنتقدون عن كيفية إسهام قرار بتعيين ناطق رسمي في حل الأزمات المعيشية التي تتكرر يوميًا مثل انقطاع المياه وانهيار خدمات الكهرباء واستمرار تأخير المرتبات، يرى هؤلاء أن القرار يعكس فصلاً جديدًا من الوعود الإعلامية التي لا تُترجم إلى خطوات عملية تمسّ حياة المواطن.

ما الذي يعنيه تعيين صالح الفردي لناطق رسمي جديد؟

تعيين ناطق رسمي جديد غالبًا ما يحمل أهمية استراتيجية في المؤسسات الكبرى أو التنظيمات السياسية، لا سيما في ظل الأزمات، ومن الملاحظ أن المجلس الانتقالي قد وظّف تركيزه في الفترة الأخيرة على إيصال رسائل إعلامية تعكس حالة الانخراط في هموم المواطن وقد يبدو أن صالح الفردي، بخبراته السابقة، يمتلك المؤهلات لإعادة تقديم المجلس بصورة تتلاءم مع التحديات الراهنة.

ومع ذلك، فإن التوقعات حول دور الناطق الرسمي تتجاوز مجرد إصدار البيانات أو التصريحات، إذ تتمثل المهمة الأساسية له في تقديم رؤى واضحة للقرارات وخطط المجلس أمام الرأي العام، لكن، لا يزال السؤال الأهم قائمًا حول قدرة هذا التغيير على تلبية تطلعات المواطن الذي يعيش تحت ضغط الأزمات دون أن تضيف قرارات رفع مستوى الأداء الإعلامي حلولًا مباشرة لهمومه اليومية.

الإصلاح الحقيقي.. ماذا ينتظر الشارع؟

في ظل الوضع الراهن، يترقب الشارع الجنوبي خطوات أكثر واقعية لحل مشاكله اليومية، بدءًا من توفير الكهرباء بشكل مستدام وتحسين خدمات المياه وصولاً إلى وضع استراتيجيات حقيقية لمعالجة التدهور الاقتصادي، وإليكم قائمة بأبرز الملفات التي يريد المواطن أن يتم التركيز عليها:

• تحسين خدمات الكهرباء والماء بصورة عاجلة ومستدامة.
• صرف المرتبات دون تأخير خاصة للقطاعات الحيوية كالتعليم والصحة.
• معالجة انهيار العملة المحلية وضمان استقرارها أمام العملات الأجنبية.
• الحد من أزمات الوقود والارتفاع الجنوني للأسعار.
• تعزيز الخدمات الصحية والبنى التحتية بالمناطق النائية.

إن تحسين هذه الملفات لن يكون مجرد رفاهية، بل حاجة ملحّة يتطلع إليها المواطن الجنوبي كي يشعر أن الكيان الذي يعبر عن تطلعاته على أرض الواقع يفي بوعوده.

ما يقدمه القرار مقارنة بالتطلعات

لإلقاء نظرة توضيحية، دعونا نضع مقارنة بسيطة بين التحديات الحالية وتعيين الناطق الرسمي:

بالرغم من أهمية الجانب الإعلامي وقدرته على تهدئة النفوس وبناء جسور مع الرأي العام، إلا أن الأولوية تظل دائمًا لمعالجة الأزمات المادية الواقعية التي تمس حياة المواطنين بشكل يومي، لذلك فإن نجاح أي قرار لا يتوقف على شخص أو منصب، بل على توفر رؤية واضحة تضع المواطن في أولوياتها.