«فضيحة كبرى» لحوم مريضة تغزو مطاعم مدريد والعائلات تتحقق من سلامتها

في حادثة صادمة هزّت الرأي العام الإسباني، أعلنت السلطات في العاصمة مدريد عن تفكيك شبكة إجرامية مسؤولة عن بيع لحوم مريضة تعود لأغنام وماعز في حالة صحية متدهورة، دون أي رقابة صحية أو قانونية، وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن هذه اللحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمي تم توزيعها على نطاق واسع، ما تسبب في إصابة عدد كبير من المواطنين بمشكلات صحية متفاوتة الخطورة، وفقًا لما أوردته وحدة الحرس المدني الإسبانية.

تسويق اللحوم الفاسدة للمطاعم والمستهلكين مباشرة

أكدت الشرطة الإسبانية أن المشتبه بهم استخدموا وسائل غير قانونية لتسويق هذه اللحوم، حيث تم بيعها إلى ما لا يقل عن تسعة مطاعم تقدم أطعمة آسيوية، بالإضافة إلى طرحها مباشرة عبر الإنترنت لعائلات خاصة، وجرى هذا التوزيع بعيدًا عن أي إشراف صحي أو مراقبة بيطرية، وهو ما شكّل تهديدًا مباشرًا لصحة السكان، خاصةً في العاصمة مدريد التي كانت الأكثر تضررًا من هذه العملية.

أسلوب الشبكة الإجرامية كان يعتمد بشكل كامل على الالتفاف على قوانين الرقابة الصحية، حيث تم تصنيع شهادات مزورة للذبح وأوراق تثبت أن اللحوم سليمة للاستهلاك. ورغم اكتشاف الشرطة لهذه العملية مؤخرًا، إلا أن بعض المصادر تشير إلى احتمال استمرار الشبكة لعدة سنوات دون الكشف عنها.

مداهمات تكشف عن مذابح سرية وممارسات صادمة

في إطار الحملة الأمنية، نفذت قوات الشرطة مداهمات مكثفة على عدد من المذابح غير القانونية في منطقة “سان فرناندو دي هيناريس”، الواقعة شرق مدريد، حيث تم العثور على أكثر من مئتي حيوان مريض أو على وشك الموت، محتجزة في أماكن تفتقر إلى أبسط معايير النظافة، وأفاد المتحدث الرسمي باسم الشرطة أن بعض هذه الأماكن كانت تعج بجثث حيوانات مقطوعة الرؤوس، وفئران تتجول بحرية، في مشهد ينذر بكارثة صحية.

وتضمنت الحملة أيضًا العثور على معدات غير قانونية تستخدم في ذبح الحيوانات وتجهيز لحومها، بالإضافة إلى كميات كبيرة من اللحوم المخزنة في ظروف كارثية، مما دفع السلطات إلى توقيف العمل في أكثر من ست منشآت وتدمير اللحوم المصادرة بالكامل.

إعدام جماعي للحيوانات المصابة بعد الكشف عن أوضاعها

أظهرت التحقيقات أن نحو ثلاثمائة وخمسين حيوانًا إضافيًا كانت تعاني من أمراض خطيرة أو سوء تغذية شديد أو تشوهات خلقية واضحة، ما اضطر السلطات إلى إصدار قرار فوري بإعدامها لتفادي تفشي أمراض وبائية بين السكان، وقد أثارت هذه الصور والتقارير موجة غضب واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط دعوات لتشديد الرقابة على المنشآت الغذائية ومكافحة الجرائم المرتبطة بالسلامة العامة.

وللتوضيح، يمكن تلخيص الأعداد المرتبطة بالحيوانات والممارسات في الجدول التالي:

الوضع عدد الحيوانات
الحيوانات المريضة التي تم العثور عليها 200
الحيوانات التي تم إعدامها 350
المطاعم المتضررة المغلقة 9

هذا الجدول يعكس الأرقام المروعة المرتبطة بهذه القضية التي لا تزال تلقي بظلالها على الرأي العام داخل إسبانيا وخارجها.

اتهامات متعددة للموقوفين وتدابير احترازية مشددة

حتى الآن، تم اعتقال خمسة أشخاص متورطين في القضية، مع استمرار التحقيق مع اثني عشر آخرين، وأوضحت الشرطة أن التهم الموجهة للموقوفين تتراوح بين القسوة على الحيوانات، وانتهاك قوانين الصحة العامة، وتزوير الوثائق، والانتماء إلى منظمة إجرامية، وغسل الأموال، وفي خطوة احترازية، أغلقت السلطات أربعة مطاعم حتى إشعار آخر، فيما تستمر السلطات في تتبع مصادر توزيع اللحوم الملوثة.

ولتجنب مثل هذه المآسي في المستقبل، هناك خطوات حاسمة تحتاج السلطات والمستهلكون إلى اتخاذها، ومن أهمها:

  • تشديد عملية التفتيش على المذابح والمطاعم لضمان الامتثال للمعايير الصحية
  • تحسين وسائل التحقق من الوثائق والشهادات الصحية
  • إطلاق حملات توعية تثقيفية للمستهلكين حول كيفية التعرف على اللحوم الفاسدة
  • فرض عقوبات صارمة على الجهات المتورطة في انتهاكات الصحة العامة

القضية ليست فقط جنائية بل تنذر بخطورة كبيرة على السلامة العامة، لذا يظل الدور الرئيسي للجهات الرقابية والمستهلكين مجتمعًا لتفادي وقوع جرائم مماثلة مستقبلًا.