تشير التحركات السياسية الأخيرة، وفي مقدمتها زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي – اليوم الثلاثاء – إلى موسكو بدعوة رسمية من الرئيس فلاديمير بوتين، إلى تصاعد الاهتمام الروسي بالملف اليمني، الملف الذي يمثل بُعدًا استراتيجيًا ليس فقط لليمن والمنطقة، بل لروسيا الباحثة عن دور مركزي بالساحات الساخنة عالميًا، في هذا المقال سنستكشف إلى أي مدى تسعى موسكو لتحقيق نفوذها الإقليمي ودبلوماسيتها المعلنة في الملف اليمني.
روسيا و”الحياد المنضبط”: سياسة واقعية أم استراتيجية مرنة؟
منذ بداية الحرب اليمنية، انتهجت روسيا مسارًا سمي بـ”الحياد المنضبط”، حيث لا تشير تحركاتها إلى انحياز واضح لأي طرف من أطراف النزاع، لكنها في ذات الوقت تبقي قنوات الحوار مفتوحة مع جميع الفرقاء، من الحكومة الشرعية، إلى الحوثيين، وحتى القوى الإقليمية المعنية بالنزاع.
تلعب الدبلوماسية الروسية دورًا تكتيكيًا يعبّر عن سياسة متزنة، ففي مارس 2023 أقامت روسيا سلسلة نقاشات شملت الحكومة اليمنية، الحوثيين، المجلس الانتقالي الجنوبي، والمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، ما يعكس طموحها إلى جمع الأطراف حول طاولة حوار مشتركة، بجانب رغبتها في الظهور كأحد الوسطاء الإقليميين والدوليين القادرين على تحريك الجمود المستمر في الأزمة اليمنية. ومن أبرز التحركات التي أظهرت الطابع المتوازن لروسيا، كان استقبالها وفد الحوثيين برئاسة مهدي المشاط في مطلع العام 2024، بالتزامن مع تصعيد الحوثيين هجماتهم. روسيا لم تتردد كذلك في التعبير عن دعمها للحكومة المعترف بها دوليًا، ما يجعل موقفها متماسكًا ظاهريًا ولكنه مليء بالتعقيدات التي تُشكل ليونة سياسية ملحوظة.
زيارة العليمي لموسكو: تصعيد دبلوماسي أم حسابات استراتيجية؟
زيارة الرئيس رشاد العليمي لموسكو ليست في توقيت عشوائي، بل تأتي في ظل ملفات متشابكة على الساحتين اليمنية والإقليمية.بدءًا من القلاقل على مستوى البحر الأحمر، ومرورًا بتصعيد الموقف العسكري من الحوثيين، وانتهاء بتداعيات المفاوضات السرية المتعثرة بين أطراف الصراع اليمني. الزيارة جاءت نتيجة دعوة مباشرة من الرئيس بوتين، وهو ما يشير إلى نوايا روسية لتعزيز الثقة أو على الأقل لدفع علاقة البلدين نحو أُفق اقتصادي وسياسي أكثر شمولية.
وفقًا للتصريحات المنشورة، يعتزم الطرفان مناقشة عدة ملفات منها: الأمن الدولي، المشاريع الاقتصادية، وتوسيع العلاقات الثنائية، وقد صرّح تحليل روسي نُسب إلى مصادر قريبة من الكرملين أن موسكو تعتزم تفعيل استثمارات في مجالات التكنولوجيا والبنية التحتية في اليمن، كجزء من استراتيجيتها لتوظيف النزاعات لجذب النفوذ طويل الأجل.
لم تغفل المصادر أيضًا عن توقع أن تعزز روسيا صورة التوازن الإيجابي لنفسها عبر هذا الحوار، بإظهار نفسها كقوة لا تسير وفق المصالح الفردية الضيقة أو دعم طرف ضد آخر، ومع ذلك، يبقى السؤال المطروح عن المدى الذي يمكن لهذا التموضع السياسي الروسي أن يحقق نتائج ملموسة لليمن ذاته.
المصالح الروسية في القضية اليمنية
يمكن تلخيص الاستراتيجية الروسية في اليمن على النحو التالي:
- تعزيز النفوذ الجيوسياسي: اليمن بحكم موقعه الاستراتيجي عند باب المندب يمثل بوصلة للهيمنة البحرية، وروسيا تسعى لإعادة تسطير حضورها هنا كقوة ذات كلمة في الممرات البحرية الدولية، لموازنة التحركات الأمريكية الغربية وتأثيرها.
- مشروعات اقتصادية واعدة: بما أن مناطق النزاع غالبًا ما تكون بوابة للشركات الكبرى للظهور، تسعى روسيا إلى توسيع مشاريع استثمارية تشمل التعليم، الطاقة، والبنية التحتية المتهالكة في اليمن.
- ورقة تفاوضية شاملة: الأزمة اليمنية ليست معزولة عن تشابك الملفات العالمية كأوكرانيا وسوريا ودول الخليج، لذا من المحتمل أن تستخدم روسيا الملف اليمني لتحقيق مكاسب على طاولة تفاوض أكبر.
الملفات المطروحة بين اليمن وروسيا: قراءة تحليلية
| الملف الرئيسي | الموقف الروسي | الأولويات اليمنية |
|——————————–|————————————————————–|—————————————————|
| الأزمة السياسية والحرب | تعزيز الحوار بين الأطراف المتصارعة مع الاحتفاظ بموقف متوازن | دعم الحكومة الشرعية وتضييق مساحة المناورات الحوثية |
| الاقتصاد وإعادة الإعمار | الرغبة في استثمارات طويلة الأجل مع شراكات متعددة الأطراف | الحصول على دعم اقتصادي مباشر يسرّع عملية التطوير |
| الأمن البحري والإقليمي | توسيع النفوذ الروسي والاستفادة من موقع باب المندب | حماية المياه الإقليمية وتأمين سلامة الممرات البحرية |
الهام في هذه التفاعلات أن روسيا لم تتبنَّ حتى الآن أي خطوات أحادية مثيرة لصراعات جديدة، وهي تسعى للإبقاء على خيارات مرنة للحوار، مع الاستفادة الاستراتيجية من التوازنات الإقليمية الراهنة.
رؤية مغايرة: هل تخدم التحركات الروسية اليمن؟
رغم كل ما يظهر من مبادرات روسية محايدة، يبقى تساؤلٌ هل ما تقدمه روسيا هو لصالح إيجاد حلول عملية تخدم اليمنيين أم لخدمة أجنداتها؟ المعطيات تشير إلى صعوبة التوفيق بين الطموحات الروسية بالمشاركة في “إعادة رسم الخارطة الإقليمية” ومصالح اليمنيين الذين يسعون لحلول حقيقية تُنهي معاناتهم المستمرة. مع ذلك، تبقى الفرصة قائمة لتحقيق أثر إيجابي، إذا ما استثمرت روسيا موقعها وكسبت ثقة المزيد من الأطراف لتحريك الجمود المزمن في البلاد.
«صدمة كبرى» أسعار الحديد والأسمنت اليوم في مصر ما الجديد؟
«تحديث جديد» أسعار الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الجمعة 16 مايو 2025
استعلم الان.. نتيجة الشهادة الابتدائية الأزهرية 2025 الترم الثاني فور ظهورها
سعر الذهب في الكويت اليوم الجمعة 11 أبريل 2025 – اكتشف التفاصيل!
«جديد ومجاني».. أحدث تردد قنوات SSC السعودية 2025 بجودة عالية الآن
«تنبيه عاجل» الأمطار تعود والأرصاد تكشف حالة الطقس ونصائح للحماية
«طريقة سهلة» الاستعلام عن موظف وافد برقم الإقامة في السعودية 1446