«حلم الثراء» وفاة شاب أثناء بحثه عن كنز في بئر برداع

لقى الشاب “محمد مزهر الزيلعي” مصرعه داخل بئر في ضواحي مدينة رداع بمحافظة البيضاء، أثناء محاولته الحفر بحثًا عن كنز يزعم وجوده في تلك المنطقة، وقد استمر في حفر البئر لمدة شهر تقريبًا، حتى انهارت عليه التربة نتيجة لضعفها وعدم اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة، ليترك هذا الحدث صدمة كبيرة في أوساط أسرته وسكان المدينة.

محاولات إنقاذ الشاب “محمد مزهر الزيلعي”

استغرقت محاولات إنقاذ الشاب “محمد” أكثر من 11 ساعة متواصلة، حيث اجتمع الأهالي وسارعوا في محاولاتهم لإنقاذه، مستخدمين جميع الإمكانيات المتاحة لديهم من معدات بسيطة وأدوات تقليدية، ولكن كافة الجهود باءت بالفشل بسبب انهيار التربة المتكرر وصعوبة الوصول إليه، وبعد ساعات طويلة من العمل المضني، تم انتشال الجثة، حيث تُوفي نتيجة الاختناق تحت الركام، مما أثار موجة من الحزن والأسى بين أقربائه والجيران.

اتهام الحوثيين والمسؤولية عن الحادث

وجه سكان المنطقة وبعض أقارب الشاب أصابع الاتهام إلى الحوثيين، الذين تسببوا في تردي أوضاع العديد من الأسر عن طريق قطع رواتب المواطنين ودفع البعض للبحث عن الكنوز أو مصادر بديلة للرزق، إذ ذكر أهالي البلدة أن “محمد” كان مضطرًا لمساعدة والده في تحمل تكاليف الحياة، مما دفعه لخوض تجربة الحفر دون دراسة أو تخطيط مسبق لطبيعة الأرض التي يقوم بحفرها، في حين أشار آخرون إلى ضرورة تحمل السلطات المحلية مسؤولية مثل هذه الحوادث ومنع تكرارها مستقبلاً بتطبيق سياسات سلامة صارمة.

تحذيرات حول مخاطر الحفر

ينبه الخبراء دائمًا إلى المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها عمليات الحفر بشكل عشوائي دون اتباع إجراءات الأمان، بما في ذلك مخاطر انهيار التربة على العمال أو الأشخاص القريبين من الموقع، إذ تعتبر التربة الرخوة كارثة بحد ذاتها إذا لم يتم التعامل معها بحذر، كما يجب مراعاة أن المناطق التي تحتوي على أحجار قابلة للانهيار تزيد من خطورة هذه العمليات، ولذلك يُشدد الخبراء على ضرورة الالتزام بإرشادات السلامة وتجنب الشروع في مثل هذه الأنشطة الخطرة دون إشراف هندسي متخصص.

• اختيار الموقع بعناية بناءً على دراسة جيولوجية للمنطقة
• توفير الأدوات المناسبة للحماية أثناء العمل
• إجراء اختبارات للتأكد من مستويات أمان التربة
• الحصول على موافقة الجهات المعنية قبل البدء

مراسم دفن الشاب “محمد الزيلعي”

تم تشييع جثمان الشاب “محمد مزهر الزيلعي” يوم الإثنين بعد الصلاة عليه في جامع ناقوس وسط مدينة رداع، حيث حضر العشرات من أهالي البلدة ليشاركوا أسرته في وداع مؤثر مليء بالحزن والدموع، وقد أثارت قصته تعاطف الكثيرين الذين عبروا عن غضبهم من الظروف التي تسببت في وفاته بشكل مأساوي، مشددين على ضرورة اتخاذ تدابير تمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

اضطرار الناس للبحث عن الكنوز أو مصادر دخل غير تقليدية بسبب الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها اليمن أمر محزن للغاية، ويظهر كم الضغوط التي تواجهها الأسر البسيطة، وهذه ليست قضية تخص فردًا واحدًا بل هي جزء من أزمة أوسع، ومن هنا تأتي أهمية العمل على تحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية في البلاد والوقوف بجانب المحتاجين قبل أن ندخل مرحلة حرجة خلفتها المآسي المتكررة.