سنن مستحبة في اعتكاف العشر الأواخر من رمضان حرص عليها النبي الكريم دائماً

اغتنام العشر الأواخر من رمضان يعتبر فرصة ذهبية للمسلمين للتقرب إلى الله وزيادة الطاعات. ومن أبرز العبادات التي حرص عليها النبي صلى الله عليه وسلم خلال هذه الأيام المباركة هي الاعتكاف بالمسجد. هي فرصة للعبادة والتأمل، ولها الكثير من الفضل والثواب في ديننا الحنيف، ما يجعلها عبادة محببة ومؤكدة.

## ما هو الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان؟

يُعرّف الاعتكاف على أنه لزوم المسجد بنية التفرغ لطاعة الله، وقد أجمع العلماء على مشروعيته واستحبابه. فقد أكد الإمام أحمد بحديث رواه أبو داود قائلاً: (لا أعلم عن أحد من العلماء إلا أنه مسنون). كما نقل الزهري رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك الاعتكاف منذ وصوله إلى المدينة حتى وفاته. الاعتكاف في هذه الليالي الفضيلة يُعدّ فرصة حقيقية لإحياء القلوب، خاصة أنه يصادف ليلة القدر، التي هي خيرٌ من ألف شهر.

## السنن المستحبة خلال الاعتكاف

الاعتكاف يُتيح للمسلم فرصة ذهبية للانعزال عن مشاغل الدنيا والانقطاع الكامل لعبادة الله تعالى. ومن السنن المستحبة التي تميز اعتكاف العشر الأواخر من رمضان:
– تحري ليلة القدر، إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على اغتنامها.
– تحقيق الخلوة بالله عز وجل وتعزيز الصلة الروحية بين العبد وربه.
– تلاوة القرآن الكريم تقربًا لله، بالإضافة إلى التكثير من الدعاء والذكر.
– الابتعاد عن كل المعاصي والشهوات التي قد تؤثر على الصيام.
– تخصيص الوقت لتزكية النفس وإصلاح القلب.

## شروط وآداب الاعتكاف في العشر الأواخر

للاعتكاف شروط خاصة، منها الإسلام والطهارة من الحدث الأكبر. يجب أن يُقام في المسجد، لإتمام العبادة بشكل صحيح. كما يُفضل أن يكون الاعتكاف في مسجد تُقام فيه صلاة الجمعة لتجنب الخروج منها. أما الآداب، فمن أبرزها الانشغال بالطاعات المحضة مثل الصلاة والذكر وتلاوة القرآن. كذلك الابتعاد عن الجدل والكلام بلا فائدة، والحرص على تحقيق السلام الداخلي.

ختامًا، يعدّ الاعتكاف من أعظم العبادات التي تغتنم لاغتنام فضل العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر المباركة.