«صدمة الأسواق» سهم تسلا يواصل المكاسب بعد رفع أسعار السيارات

تراجعت أسعار النحاس والمعادن الصناعية بشكل ملحوظ يوم الجمعة نتيجة ارتفاع الدولار، حيث ركز المستثمرون على التخلص من الأصول عالية المخاطر بعد الأحداث الجيوسياسية الأخيرة في المنطقة. يلعب النحاس دورًا كبيرًا في الأسواق الصناعية، لذا فإن أي تغير طفيف في سعره ينعكس على الاقتصاد العالمي بمؤشرات متعددة، ويهتم المستثمرون حول العالم بتطورات الأسواق وسط حالة عدم الاستقرار.

أسعار النحاس والمعادن الصناعية وتأثير الدولار

ارتفعت قيمة الدولار مؤخرًا، وهذا أدى إلى زيادة تكلفة السلع المسعرة بالدولار بالنسبة للمشترين الذين يعتمدون على عملات أخرى، مما ساهم في انخفاض الطلب على المعادن الصناعية مثل النحاس والألمنيوم والزنك. وفقًا لبورصة لندن للمعادن، بلغ النحاس القياسي لثلاثة أشهر أدنى مستوياته منذ أشهر، ووصل إلى 9,575 دولارًا للطن المتري.

من ناحية أخرى، شهدت عقود النحاس الآجلة الأمريكية في بورصة “كومكس” تراجعًا بنسبة 1.9% لتصل إلى 4.74 دولار للرطل، بينما اتجهت الأسواق الصينية نحو شراء النحاس عند أدنى مستوياته. هنا تكمن المفارقة، إذ يُظهر السوق الصيني سلوكًا مختلفًا يعكس ديناميكيةً في الطلب المحلي ومستوى المخزون.

الديناميكيات العالمية وأسعار الألومنيوم

لم تكن تداعيات ارتفاع الدولار مقتصرة على النحاس فقط، بل شملت أيضًا الألمنيوم والمعادن الأخرى. حقق الألمنيوم أداءً قويًا نسبيًا مؤخرًا، إذ ارتفع عقد الألمنيوم الأكثر تداولًا في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة بنسبة 0.4% ليصل إلى 20,425 يوانًا للطن المتري. هذا النجاح المفاجئ للألمنيوم يعكس الطلب المحلي القوي، فيما انخفضت المخزونات المخزنة داخليًا لتصل إلى 110,001 طن، وهو أدنى مستوى لها منذ فبراير 2024.

في المقابل، شهدت بورصة لندن للمعادن انخفاضًا في الألمنيوم بنسبة 1.2% ليبلغ 2,487.50 دولارًا للطن. وبينما يتأثر الأداء العام للزنك والرصاص سلبًا أيضًا، إلا أن الأرقام تُظهر زيادة في التحديات التي تواجه هذه السلع.

• انخفاض سعر الألومنيوم ليصل إلى 2,487.50 دولارًا للطن في بورصة لندن
• انخفاض الزنك بنسبة 1.7% ليصل إلى 2,598.50 دولارًا للطن
• انخفاض الرصاص بنسبة 0.3% ليصل إلى 1,991.50 دولارًا للطن
• تراجع المخزونات الأسبوعية للمواد الخام في الصين بشكل لافت

معلومات مقارَنة لأسعار المعادن

ما هي التوقعات للمستقبل؟

يشير المحللون إلى أن السوق لا يزال مرهونًا بالتطورات الاقتصادية والجيوسياسية، حيث يعتمد الأداء المستقبلي للنحاس والمعادن الأخرى بشكل أساسي على استقرار الأسواق المالية. لكن مع استمرار التقلبات في الأسواق العالمية، من المتوقع أن تشهد المعادن مزيدًا من عدم الاستقرار في الأسعار. كما يُحتمل أن تحتفظ الصين بدورها كلاعب رئيسي في محاولة لتقليل التأثيرات السلبية الناتجة عن ارتفاع الدولار.

يبقى السؤال: هل ستنجح الأسواق العالمية في الاحتفاظ باستقرارها وسط هذه التحديات؟ الإجابة تعتمد على تطور الأحداث ومدى تأثير الأوضاع الجيوسياسية وعوامل العرض والطلب القادم.