«تصعيد مفاجئ» أبرز المواقع النووية الإيرانية بعد هجمات إسرائيل

بعد هجمات إسرائيل على إيران.. أبرز المواقع النووية الإيرانية

تتزايد التوترات السياسية بين إسرائيل وإيران يومًا بعد يوم، حيث شهد اليوم الجمعة هجومًا استهدف منشآت نووية إيرانية، أبرزها منشأة نطنز، واحدة من مجموعة من المواقع النووية الهامة في إيران، التي تسعى إسرائيل لتعطيلها تمامًا، وفي هذا المقال، نسلط الضوء على أبرز المواقع النووية الإيرانية وأهميتها الاستراتيجية.

منشأة نطنز للتخصيب: قلب البرنامج النووي الإيراني

على بُعد حوالي 220 كيلومترًا جنوب شرق العاصمة طهران، تقع منشأة نطنز للتخصيب، وهي واحدة من أكبر مواقع التخصيب في إيران، تتميز المنشأة بموقعها الاستراتيجي على الهضبة الإيرانية الوسطى، جزء كبير منها مدفون تحت الأرض لتوفير الحماية ضد الغارات الجوية، وتمتلك المنشأة سلاسل عديدة من أجهزة الطرد المركزي التي تعمل معًا على زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم.
تعرضت هذه المنشأة لهجمات متكررة أبرزها فيروس ستوكسنت، الذي يُعتقد أنه صُنع بإشراف أمريكي وإسرائيلي، كما تعرضت مؤخرًا لهجمتين تخريبيتين تم اتهام إسرائيل بالوقوف خلفهما، إضافة لحفر الأنفاق والمنشآت الحيوية بجبل الفأس، لتوسيع القدرة التخزينية أو التصنيعية.

• موقعها الاستراتيجي القريب من نطاق الحماية الطبيعي
• تشغيل آلاف أجهزة الطرد المركزي
• محاولات لتقوية قدرتها على تحمل الهجمات الجوية

منشأة فوردو: حصن تحت الأرض

لا تقل منشأة فوردو أهمية عن نطنز، لكنها أصغر نسبيًا وتقع على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب غرب طهران، تقع المنشأة تحت جبل قوي ومحمية ببطاريات دفاع جوي، مما يجعل تدميرها بشكل فعّال أكثر صعوبة، بدأت إيران في بناء هذه المنشأة عام 2007 لكنها لم تفصح عن وجودها إلا في 2009 بعد كشف وكالات الاستخبارات الغربية عنها.
هذه المنشأة، صغيرة الحجم نسبياً، لكنها تلعب دورًا استراتيجيًا كونها مُحصنة بدرجة كبيرة، وتضم أيضًا وحدات طرد مركزي تهدف إلى تقديم سلاسة عملية تخصيب اليورانيوم.

محطة بوشهر للطاقة النووية: الوجه المدني للبرنامج الإيراني

تقع محطة بوشهر على الخليج العربي، على بعد حوالي 750 كيلومترًا جنوب طهران، تُعد المحطة النووية التجارية الوحيدة في إيران، تم البدء في بنائها إبان حكم الشاه محمد رضا بهلوي في السبعينيات قبل توقف العمل فيها بعد الثورة الإيرانية، قامت روسيا لاحقًا بإعادة إكمال المشروع ليصبح مفاعلها مُشغلًا باليورانيوم الروسي وتحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
يبقى الدور الأساسي لهذه المحطة إنتاج الكهرباء، ويجري حاليًا بناء مفاعلين إضافيين لزيادة قدراتها على توليد الطاقة.

مفاعل آراك وتحديات الماء الثقيل

يُعد مفاعل آراك، الواقع على بُعد 250 كيلومترًا جنوب غربي طهران، أحد المنشآت المثيرة للجدل، حيث يعمل بنظام الماء الثقيل الذي يساعد في إنتاج البلوتونيوم كمنتج ثانوي، العنصر الرئيسي لصناعة الأسلحة النووية، بناءً على الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وافقت إيران على تقليص قدراته لتقليل احتمالات إنتاج البلوتونيوم لأغراض عسكرية.

عند استعراض هذه المواقع، نلحظ تأكيد إيران على تنويع إمكاناتها النووية سواء للاستخدام المدني أو العسكري، بينما تبقى محاولات إسرائيل لعرقلة الطموحات النووية الإيرانية قائمة رغم التحديات الأمنية والسياسية، يظل المستقبل مفتوحًا على تطورات قد تعيد تشكيل الأجندة النووية والسياسية بالمنطقة.