«مفاجأة كبرى» إيران تحصل على سلاح نووي فهل ينسحب نتنياهو؟

نتنياهو: إذا حصلت إيران على سلاح نووي فلن نبقى في المنطقة

منذ عقود ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحذر من التهديدات التي تمثلها إيران بالنسبة لإسرائيل والمنطقة عمومًا، لكن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها تعكس تصعيدًا خطيرًا في الملف الإيراني، إذ أكد نتنياهو أن حصول إيران على سلاح نووي يجعل بقاء إسرائيل في المنطقة مستحيلًا، وهذا التصريح جاء مصحوبًا بسلسلة من العمليات العسكرية والإجراءات المعدّة للتصدي للبرنامج النووي الإيراني.

تصعيد إسرائيلي تجاه البرنامج النووي الإيراني

جاء إعلان نتنياهو بشأن نية إسرائيل القضاء على البرنامج النووي الإيراني بعد تنفيذ عملية عسكرية قيل إنها مخططة منذ أبريل الماضي، ولكن تأخرت لأسباب عملياتية، حيث أكد رئيس الوزراء أن ضرب إيران في هذا التوقيت المحدد لم يكن أمرًا اعتباطيًا بل جاء ضمن استراتيجية مدروسة، كما أشار إلى استهداف مواقع حيوية مثل مفاعل نطنز واغتيال أعضاء في هيئة الأركان وعلماء مرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني.

أوضح نتنياهو أن الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية قادت جهودًا غير مسبوقة للتعامل مع هذا الوضع، وأشار إلى أن الهدف الأساسي من العملية هو عرقلة قدرة إيران على إنتاج الصواريخ والأسلحة النووية، مبينًا أن العملية لم تكن تعتمد هذه المرة على دعم من القوى العظمى كواشنطن بل تمت بقرارات فردية إسرائيلية.

التهديد الإيراني لإسرائيل من منظور نتنياهو

لطالما اعتبر نتنياهو أن إيران تشكل التهديد الأكبر على وجود إسرائيل، مع التركيز بشكل خاص على الصواريخ التي طورتها إيران والتي وصفها بأنها تمثل تهديدًا وجوديًا، ليس فقط لإسرائيل بل لاستقرار المنطقة بأكملها، وقد أفاد في تصريحاته أن فوضى داخلية تشهدها إيران الآن وسط محاولات لرص الصفوف للرد على الضربات والهجمات الإسرائيلية.

يرى نتنياهو أن إسرائيل تقف الآن في نقطة تحول تاريخية في مواجهتها لمحور إيران واستراتيجياتها الإقليمية، وبيّن أن الفرق في التعامل العسكري مع إيران مقارنة بحسابات إسرائيل تجاه حماس أو حزب الله يعكس طبيعة إيران كلاعب إقليمي يمتلك طموحات وتهديدات تتطلب تدخلاً مغايرًا في المستوى والتكتيك.

ما يخططه نتنياهو لمواجهة إيران استراتيجيًا

في ضوء التصريحات الإسرائيلية وموجة التصعيد العسكري، بدت خطة إسرائيل تجاه إيران كاستراتيجية ذات مستويات تتجاوز الحدود التقليدية، إذ يطمح نتنياهو إلى استنزاف قدرات إيران النووية واللوجستية والصاروخية، وتتضمن هذه العملية النقاط التالية:

  • استهداف أبرز مواقع البرنامج النووي الإيراني مثل مفاعل نطنز.
  • اغتيال قيادات وعلماء في البرنامج النووي للحد من قدرات إيران الإنتاجية.
  • التعامل مع منصات الصواريخ التي تعتمد عليها إيران في تهديد المنطقة.
  • استخدام العمليات الاستخباراتية والمعلوماتية لضرب خطوط الإمداد والتطوير.

هذه التكتيكات تأتي وفق رؤية إسرائيل التي ترى في إيران تهديدًا غير تقليدي، يتطلب استجابة غير نمطية تعكس مستوى التحدي الذي تمثله طموحات إيران النووية.

مقارنة الأوضاع الدولية والإقليمية تجاه الأزمة مع إيران

يمكن فهم الأوضاع الحالية عبر مقارنة المواقف الدولية والإقليمية وما اتخذته إسرائيل من قرارات جذرية في هذا السياق:

الجهة الموقف من إيران الدعم لإسرائيل
الولايات المتحدة التفاوض مع إيران ضمن إطار الاتفاق النووي دعم مشروط دون التدخل المباشر
الدول العربية تحفظ مع مراقبة الطموحات الإيرانية بعض الدعم السياسي لإسرائيل
إسرائيل التصعيد العسكري المباشر تحرك مستقل دون انتظار دعم دولي

وفقًا لهذه المقارنة، يظهر أن إسرائيل تأخذ مسارًا منفردًا غير مرتبط بالتحركات الدولية في مواجهتها لإيران، معتبرة أن التفاوض أو الانتظار قد ينتهي بتحول إيران إلى قوة نووية تهدد استقرار المنطقة.

بالنظر إلى هذه التطورات، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها العسكرية والاستراتيجية في مواجهة إيران بعزلة عن الدعم الدولي، وكيف ستؤثر هذه المواجهة على توازن القوى في المنطقة مستقبلًا.