«زيارة تاريخية» الرئيس الروسي يستقبل الرئيس العليمي في الكرملين بحفاوة

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، في قصر الكرملين بالعاصمة موسكو، الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، حيث تأتي هذه الزيارة ضمن زيارة رسمية تهدف إلى تعميق العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين الجمهورية اليمنية وروسيا الاتحادية بما يخدم مصالح البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

###

العلاقات التاريخية بين اليمن وروسيا الاتحادية

تمتد العلاقات الودية بين الجمهورية اليمنية وروسيا الاتحادية لعقود طويلة، حيث أسهمت روسيا خلال فترات مختلفة في دعم الاستقرار والسلام في اليمن سواء من خلال التعاون الدبلوماسي أو المساعدات التقنية والعسكرية، وتمثل هذه الزيارة للرئيس رشاد العليمي إقرارًا بعمق العلاقات التي تتجاوز الشكل البروتوكولي لتشمل شراكة مستدامة في العديد من القطاعات، وتشكل هذه الأطر التاريخية أساسًا متينًا لتوسيع التعاون في المستقبل القريب بطرق فعالة ومدروسة.

ومن الجدير بالذكر أن كثيرًا من المراحل الحساسة التي مرت بها الجمهورية اليمنية كانت تشهد دورًا روسيًا داعمًا ومساندًا، ويأتي ذلك انسجامًا مع مصالح البلدين المشتركة ومحاولاتهما المستمرة لتحقيق الأمن والتنمية.

###

أهداف زيارة مجلس القيادة الرئاسي إلى روسيا

تسعى الزيارة الحالية لرئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تصب في مصلحة الطرفين وتحدد ملامح العلاقة المستقبلية، ومن أهم هذه الأهداف:

• تعزيز التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والتشريعية.
• بحث التطورات اليمنية الراهنة والدفع بالحوار السياسي ودعم السلام.
• توثيق العلاقات البرلمانية بين البلدين من خلال تبادل الخبرات والزيارات البرلمانية.
• طرح ملفات التنمية وإعادة الإعمار وتعزيز التعاون التنموي مع روسيا الاتحادية.

هذه الأهداف لا تعكس فقط حرص القيادة السياسية اليمنية على تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية، بل تمثل أيضًا التزامًا بتجاوز العقبات وتحقيق الاستقرار والازدهار.

###

مباحثات حول الحل السياسي في اليمن

تطرقت المباحثات بين الرئيس رشاد العليمي والمسؤولين الروس إلى الحديث عن مساعي اليمن لتحقيق السلام الشامل، حيث أشار الرئيس العليمي إلى تعنت الميليشيات الحوثية ومحاولات إفشال جهود السلام التي تدعمها الأمم المتحدة والدول الإقليمية، وأكد أن الحكومة الشرعية ما زالت ملتزمة بالقرارات الدولية وعلى رأسها القرار 2216، والذي يمثل مرجعية قانونية مهمة لكل الأطراف.

وفي المقابل، جدد المسؤولون الروس دعمهم الكامل لجهود استقرار اليمن وإيجاد حل سياسي عادل ينهي معاناة الشعب اليمني، وهو ما يؤكد وقوف روسيا إلى جانب الشعب اليمني وشرعيته.

###

أبرز نتائج الاجتماع بين الجانبين

ظهر من خلال الاجتماع مدى الأهمية التي توليها روسيا لاستقرار الأوضاع في اليمن بما ينعكس على الأمن في المنطقة. وتمت مناقشة عدد من الملفات الحيوية المشتركة التي تهم الجانبين، وتوصل الطرفان إلى اتفاقيات مبدئية قد تؤدي إلى تعزيز التنسيق والتعاون البرلماني.

وفيما يلي جدول يوضح أهم نقاط التعاون المحتمل بين اليمن وروسيا:

| المجال | نقاط التعاون | الأهداف المستقبلية |
|————–|—————————–|——————————————-|
| التشريعي | تبادل الخبرات والزيارات البرلمانية | إرساء قواعد متينة لتشريع شامل ومستدام |
| الاقتصادي | دعم التنمية وإعادة الإعمار | تعزيز الجهود الاقتصادية وتوفير فرص عمل جديدة |
| الدبلوماسي | التنسيق في القضايا الدولية | تعزيز الحضور الدولي لليمن وتقوية الشراكات |
| الأمني | دعم الاستقرار الداخلي | مواجهة التحديات الأمنية والإرهابية |

تواصل روسيا دعمها المباشر وغير المباشر للجمهورية اليمنية لتحقيق المصالح المشتركة، وهو ما ينعكس في تكثيف هذه الزيارات الرسمية والاجتماعات رفيعة المستوى.

### أهمية هذه الزيارة
تعد زيارة الرئيس رشاد العليمي إلى روسيا خطوة استراتيجية جديدة في مسار العلاقات اليمنية الروسية، حيث تشير إلى مرحلة جديدة من التعاون المبني على شراكات جدية ومثمرة. ويظهر بوضوح أن روسيا تعمل بجدية لدعم قضايا اليمن إقليميًا ودوليًا، سواء من خلال التأكيد على أهمية الحل السياسي أو دعم مساعي السلام.

هذه الزيارة تنقل العلاقة بين البلدين من إطار التعاون السياسي التقليدي إلى مستويات متقدمة من التعاون الاقتصادي والتنموي، وهو ما قد يحمل نسبة عالية من الأمل في تحقيق استقرار دائم ومستقبل أفضل للشعب اليمني.