أردوغان يعلن رفض تركيا لإرهاب الشارع بعد احتجاجات واسعة في مدينة إسطنبول

تشهد تركيا فترة من التوتر السياسي الكبير إثر احتجاجات واسعة في إسطنبول و29 محافظة أخرى. جاءت هذه الأزمة بعد اعتقال إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول وأحد أبرز رموز المعارضة، قبل أيام من إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2028. تصاعد الغضب الشعبي أدى إلى احتجاجات حاشدة وسط مطالبات بالإفراج عنه.

أردوغان وتصريحات حول “إرهاب الشارع”

في خضم الموقف المتأزم، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن تركيا لن ترضخ لما وصفه بإرهاب الشارع، مشيراً إلى أن هذه الاحتجاجات تستهدف استقرار البلاد. تأتي تصريحاته في حين وصف حزب الشعب الجمهوري، الذي ينتمي إليه إمام أوغلو، توقيفه بأنه “انقلاب” وتعهد بتكثيف التظاهرات دفاعاً عن الديمقراطية. كما استخدمت السلطات التركية الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لقمع المتظاهرين، وفرضت قيوداً على الإنترنت لمدة 42 ساعة، ما أثار انتقادات داخلية ودولية.

أسباب اعتقال إمام أوغلو

وجهت النيابة العامة التركية 7 تهم ثقيلة ضد إمام أوغلو، من بينها قيادة تنظيم إجرامي، الاحتيال، والتلاعب في المناقصات، بالإضافة إلى تقديم المساعدة لتنظيم إرهابي. حزب الشعب الجمهوري أدان هذه الاتهامات ووصفها بأنها خطوة مسيسة تهدف إلى إقصائه من السباق الرئاسي المقبل، لاسيما أنه يعد المنافس الأقوى ضد أردوغان. الأحداث الأخيرة أثارت جدلاً واسعاً حول استقلال القضاء التركي وحرية التعبير.

التداعيات السياسية للاحتجاجات

الاحتجاجات المستمرة قد تحمل تداعيات سياسية خطيرة على المشهد التركي. مع تصاعد القمع وقمع الحريات، يبدو أن المعارضة تزداد تنظيماً لإحراج الحكومة دولياً وداخلياً. كما تسعى الحكومة للسيطرة على الأوضاع من خلال اعتقالات موسعة وتقييد وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ذكرت وزارة الداخلية اعتقال 53 شخصاً بسبب المشاركة في التظاهرات و54 آخرين بسبب منشورات تحريضية على الإنترنت.

في ظل هذا التصعيد، تبقى الأنظار متجهة نحو الأسابيع المقبلة، حيث قد تزداد المواجهة بين الحكومة والمعارضة، ما يضع تركيا أمام لحظة حرجة في مشوارها السياسي المقبل.