«انهيار غامض» سعر الفضة يتراجع بسبب الحرب الإيرانية الإسرائيلية

الحرب الإيرانية الإسرائيلية، والتي تشهد هجمات جوية مكثفة وأوضاعًا مضطربة، تحمل تأثيرات كبيرة على الاقتصاد العالمي وأسواق السلع، بما فيها النفط والمعادن النفيسة مثل الذهب والفضة، مما يجعل المتابعين ومحللين الأسواق في حالة ترقب دائم لتداعيات الأحداث.

التأثير المباشر للحرب الإيرانية الإسرائيلية على سعر الفضة

تعتبر الفضة أحد المعادن النفيسة التي تلعب دورًا مزدوجًا كمخزن للقيمة وكعنصر أساسي في العديد من الصناعات، ومع تصاعد الأحداث بين إيران وإسرائيل، تأثرت أسواق المعادن بشكل لافت حيث شهد الذهب ارتفاعًا كبيرًا باعتباره ملاذًا آمنًا للاستثمار، إلا أن الفضة شهدت تراجعًا ملحوظًا في أدائها رغم قيمتها كبديل مفضل لدى المستهلكين متوسطي الدخل، يأتي هذا التعارض بسبب الاختلاف الواضح بين تأثير العوامل الجيوسياسية على هذين المعدنين
عادةً ما ترتبط الفضة بالطلب الصناعي إلى جانب استخدامها كملاذ آمن، مما يجعل تأثير الصراعات العسكرية على سعرها أقل وضوحًا وأقل إقبالًا مقارنةً بالذهب، فعلى سبيل المثال، مع تزايد المخاوف بشأن انخفاض النشاط الصناعي نتيجة تداعيات الحرب وتوتر الأسواق، انعكس هذا سلبًا على الفضة، بينما استفاد الذهب من رغبة المستثمرين في الحماية من مخاطر التضخم وعدم الاستقرار

لماذا تتراجع الفضة أمام الذهب في الأزمات؟

يعود السبب الرئيسي لضعف أداء الفضة أثناء الأزمات إلى طبيعتها المزدوجة كأداة استثمارية وصناعية، فعلى عكس الذهب الذي يرتبط بالملاذ الآمن فقط، يتم استخدام نحو ثلثي إنتاج الفضة في الصناعات المختلفة مثل تصنيع الإلكترونيات وإنتاج الطاقة النظيفة مثل الألواح الشمسية، ومع وجود تخوفات من تراجع الطلب العالمي نتيجة الحرب الإيرانية الإسرائيلية، انخفض الطلب الصناعي على الفضة بشكل واضح
أيضًا، يجب ألا نغفل تأثير قوة الدولار الذي غالبًا ما يُعتبر عملة آمنة أيضًا، حيث تضعف العملة القوية من القيمة السوقية للفضة والذهب على حدٍ سواء، لكن الذهب يعاني بدرجة أقل نظرًا لتركيز المستثمرين على الاستثمارات الغير مرتبطة بالصناعة في مثل هذه الأوقات، مما يجعله خيارًا أكثر استقرارًا نسبيًا أثناء الأزمات

العوامل المستقبلية التي قد تؤثر على الفضة

رغم الأداء الضعيف الحالي، يرى العديد من المحللين أن الفضة تحمل إمكانيات كبيرة لتحقيق قفزات سعرية مستقبلًا، حيث أن التحول نحو الطاقة النظيفة واعتماد الصناعات المستقبلية على هذا المعدن بشكل أساسي يعزز من مكانتها كاستثمار طويل الأجل وحيوي، إلى جانب ذلك، يُتوقع أن يؤثر التراجع في العرض العالمي مع استنفاد الموارد المتاحة على تعزيز سعر الفضة بشكل كبير، خصوصًا مع زيادة مشاريع الطاقة الخضراء والسيارات الكهربائية
لكن على المدى القصير، يظل السوق مرهونًا بتطورات الحرب الإيرانية الإسرائيلية وعوامل أخرى مثل التضخم وسياسات البنوك المركزية، والتي تؤثر بشكل مباشر على حركة الأسواق المالية وسلعها، مما يجعل توقعات أداء الفضة مضطربة بين استمرارية ضعف الطلب الصناعي وعودة محتملة للانتعاش حال استقرار الأوضاع الجيوسياسية أو حدوث تحول كبير

العوامل التي تتحكم في سعر الفضة

  • الطلب والاستخدام الصناعي خاصة في قطاعات التكنولوجيا والطاقة النظيفة
  • التوترات السياسية وأثرها على حركة الاستثمارات عالميًا
  • العلاقة بين العرض العالمي وارتفاع تكلفة التعدين
  • سياسات الاحتياطي الفيدرالي وتأثير الدولار الأمريكي على الأسواق العالمية
العامل التأثير المتوقع
الحرب الإيرانية الإسرائيلية تأثير سلبي على الطلب الصناعي ولكن محتمل تأثير إيجابي في حالة استقرار السوق
قوة الدولار تراجع أسعار الفضة نظرًا لارتفاع تكلفة الاستثمار
التوسع في مشاريع الطاقة الخضراء طلب متزايد على الفضة يعزز من قيمتها في الأسواق

في السوق الحالي يظهر أن الفضة تواجه تحديات كبيرة وسط التوترات العالمية ولكنها تظل استثمارًا واعدًا ينتظر تحسن الظروف الاقتصادية وتوسع مشاريع المستقبل لتعود إلى مسار النمو المأمول.