«صدمة كبرى» شبكة نفوذ إيران في الشرق الأوسط هل انتهت تمامًا؟

بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة، ظهر سؤال كبير: كيف تلاشت شبكة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط؟ لعقود طويلة، بنت إيران شبكتها بمهارة، معتمدة على تحالفات إقليمية مع حلفاء أقوياء، لكن التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة كشفت عن تراجع كبير في قدراتها، خصوصًا بعد سلسلة من الأحداث المفصلية التي هزت هذه الشبكة.

تأثير الضربات الإسرائيلية على حزب الله

لعب حزب الله على مدار سنين طويلة دورًا أساسيًا في استراتيجية إيران الإقليمية، باعتباره ذراعًا قويًا يمتلك قدرات عسكرية كبيرة، لكن مع تصعيد إسرائيل لهجماتها على قواعد حزب الله في لبنان والقضاء على قيادات بارزة فيه، تزايدت خسائر الحزب بشكل ملحوظ، وبحسب تقارير حديثة، فقد وجهت إسرائيل ضربات دقيقة إلى مواقع استراتيجية للحزب مما أسفر عن إضعاف قدراته العسكرية بشكل واضح
كما أدى استهداف أمينه العام حسن نصر الله إلى زعزعة قيادة الحزب، وتسبب في تقليص النفوذ الإيراني في جنوب لبنان بشكل حاد، خاصة مع ظهور انقسامات بين قواعد الحزب وعناصره نتيجة للضغوط المتزايدة وضعف التمويل الإيراني بفعل العقوبات

التراجع الإيراني في سوريا واليمن

كانت سوريا أحد أهم الحلفاء لإيران في المنطقة، حيث أدت طهران دورًا محوريًا في دعم النظام السوري عسكريًا وماديًا، لكن مع سقوط نظام بشار الأسد نهاية عام 2024، تأثرت شبكة النفوذ الإيراني بشكل بالغ، فقد أدى سقوط دمشق إلى تضييق الخناق على الحرس الثوري الإيراني وبدأت قواته جزئيًا بالانسحاب من سوريا
أما في اليمن، فقد استمرت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في شن هجمات ضد إسرائيل وضد سفن الشحن في البحر الأحمر، مع ذلك، بدأ التراجع في فعاليتها العسكرية نتيجة لاتفاقيات الوساطة التي أضعفت تمويلها وتعاونها مع طهران

التأثيرات على الجماعات المسلحة في العراق

في العراق، تتمتع إيران بعلاقات وثيقة مع عدة فصائل مسلحة، مثل كتائب حزب الله وحركة النجباء، التي طالما اعتبرت أدوات رئيسية لتنفيذ السياسات الإيرانية في المنطقة، لكن مؤخراً، لاحظ محللون نقصًا واضحًا في مستوى نشاط هذه الميليشيات نتيجة لتغير أولويات إيران الداخلية وتركيزها على حماية مصالحها الأساسية بدلًا من المغامرات الإقليمية
هذه الجماعات شبه المستقلة الآن تواجه ضغوطًا أكثر من السابق نتيجة الضربات الأمريكية والإسرائيلية الموجهة، فضلًا عن انشغالها بتأمين مواقعها ومكافحة المعارضة الداخلية، وهو ما أضعف قدرتها على شن هجمات ضد أهداف خارجية

عوامل ساعدت في تلاشي النفوذ الإيراني

إلى جانب الضربات العسكرية، هناك عوامل أخرى ساهمت في الحد من توسع إيران الإقليمي:

  • العقوبات الاقتصادية: فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية قاسية أضعفت قدرة طهران على تمويل حلفائها وتوسيع نفوذها
  • الخلافات بين الأطراف المحلية: ظهور معارضة داخلية في بعض الجماعات المسلحة المدعومة من إيران بسبب ضعف الموارد
  • التحالفات الإقليمية الجديدة: تعاون إسرائيل مع بعض الدول العربية ساعد في تقويض مساعي إيران الإقليمية

مقارنة بين النفوذ الإيراني سابقاً والآن

للوقوف على حجم التحول، يمكن مقارنة النفوذ الإيراني في دول المنطقة قبل وبعد التطورات الأخيرة

المنطقة النفوذ قبل 2020 النفوذ الآن
لبنان (حزب الله) قوة عسكرية كاملة وسيطرة على جنوب لبنان ضعف كبير وقيادات متراجعة
سوريا دعم مطلق لحكومة الأسد انسحاب جزئي للقوات الإيرانية
اليمن سيطرة عسكرية على مناطق واسعة تراجع واضح في الهجمات والتمويل

إيران تواجه اليوم تحديات كبيرة في إعادة بناء نفوذها، مع زيادة الضغوط الدولية والتحديات الإقليمية التي تضيق عليها الخناق وتعوق إمكانياتها العسكرية والمالية