«من هو» أحمد وحيدي القائد الجديد للحرس الثوري المتهم بالإرهاب دولياً

أحمد وحيدي، القائد الجديد للحرس الثوري الإيراني ومطلوب الإنتربول بتهم تتعلق بالإرهاب، يثير تعيينه جدلًا واسعًا داخل وخارج إيران، فهو شخصية عسكرية أثارت الكثير من الجدل والتساؤلات بسبب تاريخه الطويل والمتشابك في الساحة الدولية والإقليمية، خصوصًا مع توليه مواقع حساسة خلال العقود الماضية واستمرارية إدراج اسمه في ملفات أمنية دولية تتعلق بالإرهاب.

أحمد وحيدي بين القيادة العسكرية والتهم الدولية

تاريخ أحمد وحيدي لا يمكن فصله عن العمليات العسكرية والأمنية التي نُسبت إلى الحرس الثوري الإيراني، فقد وُلد بمدينة شيراز عام 1958، وانخرط سريعًا في الميليشيات التابعة لثورة 1979، ليشق طريقه نحو مواقع قيادية مؤثرة، شملت قيادة فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري، وكذلك وزارات الدفاع والداخلية، مما عزز من قدراته على إدارة الملفات الشائكة داخليًا وخارجيًا

لكن الوجه الآخر لوحيدي يتمثل في تهم خطيرة تتعلق بعمليات إرهابية وصفتها دول غربية بأنها محاولات مباشرة من إيران لزرع نفوذها في مناطق شتى، من أشهرها دوره في تفجير مركز آميا في الأرجنتين عام 1994، وهو الحادث الذي أودى بحياة 85 شخصًا، وترك جرحًا عميقًا في العلاقات الإيرانية مع الغرب والدول اللاتينية، مما دفع الإنتربول إلى إصدار نشرة حمراء ضده ما زالت قائمة إلى يومنا هذا.

عمليات اغتيال وفضائح تاريخية بارزة

تُتهم الفصائل التي أشرف عليها وحيدي بأنها مسؤولة عن سلسلة من العمليات النوعية التي استهدفت مصالح غربية ويهودية في أكثر من دولة، ومن بين تلك العمليات حادثة اختطاف الأمريكي ويليام باكلي في لبنان عام 1984، حيث كان وحيدي آنذاك قائد “كتيبة لبنان” التي أشرفت على تعزيز نفوذ إيران في ساحة الصراع اللبنانية

أما بالنسبة لما يُعرف بفضيحة “إيران-كونترا” في ثمانينيات القرن الماضي، فقد لعب وحيدي، وفق بعض التقارير، دورًا محوريًا في ترتيب صفقات تسليح بين طهران وواشنطن سرعان ما تحولت إلى واحدة من أكبر الفضائح السياسية في ذلك العقد، تزايدت خلالها الشكوك حول الأنشطة السرّية للحرس الثوري في المنطقة.

  • تفجير مركز آميا في الأرجنتين – 1994
  • اختطاف الأمريكي ويليام باكلي في لبنان – 1984
  • فضيحة إيران-كونترا – 1980s
  • إدارة برامج تدريب الميليشيات الخارجية في العراق وسوريا

تداعيات تعيين أحمد وحيدي قائدًا للحرس الثوري

يُثير تعيين أحمد وحيدي قائدًا جديدًا للحرس الثوري تساؤلات حول استراتيجيات إيران المقبلة داخل المنطقة، خاصة أن توليه هذا المنصب يأتي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تصاعدًا غير مسبوق للتوترات مع إسرائيل والولايات المتحدة ودول الجوار، حيث تتصاعد المخاوف من أن يكون هذا التعيين إشارة على تبني طهران لمواقف أكثر تشددًا وخططًا أكثر سرية قد تشمل تكثيف عمليات الحرس الثوري خارج الحدود

دفع التوتر الدولي بشأن أنشطته إلى مطالبات متكررة لتوقيف وحيدي، إذ قامت الأرجنتين في أبريل 2024 بإعادة تقديم طلب رسمي لاعتقاله خلال زياراته الدبلوماسية لعدد من الدول، مما يعكس حجم التعقيد الذي يمثّله كعنوان للصراع السياسي والعسكري مع إيران.

المهمة الفترة النتيجة
قيادة فيلق القدس 2000-2010 تعزيز نفوذ إيران العسكري خارجيًا
تفجير مركز آميا 1994 85 قتيل وجرح مئات – نشرة إنتربول حمراء
وزارة الدفاع 2009 زيادة القدرات الدفاعية الإيرانية
وزارة الداخلية 2021 تعزيز الأمن الداخلي وفق منظور الدولة

وسط هذا الجدل، يبقى السؤال الأبرز، هل سينجح أحمد وحيدي، بكل العبء الثقيل من خلفيته المثيرة للجدل، في إعادة صياغة دور الحرس الثوري على الساحة الدولية، أم أن تاريخه سيظل ملطخًا باتهامات الإرهاب التي لن تسمح له بمواصلة اللعبة الدولية بتلك السهولة؟