«نزاع محتدم» اشتباك حوثي شرس حول حطام طائرة مدمرة في مطار صنعاء

اندلع خلاف حاد بين قياديين في جماعة الحوثي داخل مطار صنعاء الدولي، تطور إلى اشتباك جسدي، وذلك عقب تنازعهم على ملكية حطام إحدى الطائرات التابعة للخطوط الجوية اليمنية، والتي كانت قد دُمّرت نتيجة الغارات الإسرائيلية الأخيرة على المطار، الحادثة سلطت الضوء على الصراعات الداخلية بين قيادات الجماعة التي تسعى إلى الاستفادة المادية من بقايا الطائرات المدمرة كمعدن خردة.

تفاصيل الخلاف الحوثي في مطار صنعاء

وفقًا لمصادر محلية موثوقة، نشبت المعركة بين القيادي الحوثي المعروف باسم “أبو بتول العيني” وأحد زملائه المنحدر من محافظة صعدة، وذلك بسبب العجز عن الاتفاق على قسمة بقايا الطائرة المتنازع عليها، الطائرة كانت واحدة من آخر الطائرات التابعة للخطوط الجوية اليمنية قبل أن تُدمّر بالكامل نتيجة غارات إسرائيلية استهدفت مطار صنعاء هذا الأسبوع، يتضح أن النقطة المحورية في الخلاف تكمن في قيمة معدن الألومنيوم المستخرج من الحطام، إذ يصل سعر الكيلوغرام منه إلى ألفي ريال يمني، مما يجعله مصدر دخل مغرٍ للمتصارعين.

الهجوم الإسرائيلي أدى إلى تدمير أربع طائرات كانت تحت إدارة الحوثيين في المطار، مع ترك أجزاء المدرج في حالة دمار جزئي، مثل هذه التداعيات باتت تفاقم المشاكل الداخلية للجماعة، وتظهر انعدام استراتيجية واضحة للتعامل مع موارد المناطق التي تسيطر عليها.

تدخل الوساطة القبلية من خولان عامر

لفض النزاع وتحقيق تهدئة بين القياديين الحوثيين المتورطين، تدخلت وساطة قبلية من خولان عامر في محافظة صعدة، الوساطة تأتي في ظل استمرار التوتر المتوقع بين أعضاء الجماعة الذين ينتمون إلى نفس القبيلة، ما يعكس التناقض الداخلي الذي يعصف بالجماعة، مثل هذه الصراعات تشكل عبئًا إضافيًا على القبائل المتورطة في حل النزاعات، حيث يعتمد الحوثيون تاريخيًا على القبلية كجزء من آليتهم لإدارة سلطتهم.

الصراع الداخلي من هذا النوع يبرز تشققات النظام الداخلي للجماعة الحوثية، كما يكشف ضعف القيادة المركزية في ضبط النزاعات بين الصفوف العليا، حيث يستغل القياديون موارد مثل حطام الطائرات للتربح الشخصي، مما يضعف تماسك الجماعة ككل.

انعكاسات الغارات الإسرائيلية على مطار صنعاء

الغارات الإسرائيلية التي استهدفت المطار تسببت في أضرار جسيمة، حيث تم تدمير مدرج الإقلاع والهبوط بشكل كبير، وهذا يعوق استمرار الحركة الجوية في مطار صنعاء لأجل غير مسمى، فضلًا عن تدمير الطائرات الأربع الباقية تحت إدارة الحوثيين، الحدث شكّل نقطة ضعف جديدة للجماعة على الصعيد الاستراتيجي، إذ باتت غير قادرة على استخدام المطار لأي غرض عسكري أو مدني حاليًا.

يمثل هذا التطور ضربة قوية للجماعة في صنعاء، خاصة وأن المطار يُعتبر أحد أبرز المرافق الحيوية التي كانت تستخدمها لكل من الأنشطة العسكرية والسياسية، ويعد فقدان الطائرات المتبقية في المطار مؤشرًا على انعدام المرونة في التعامل مع الاستهدافات الجوية، حيث يخلق صعوبات إضافية للجماعة في التأقلم مع الضغوط الدولية والإقليمية.

  • تدمير المدرج يجعل استخدام المطار صعبًا للغاية أمام الحوثيين
  • الخسائر الكبيرة للطائرات تقلص الخيارات اللوجستية للجماعة
  • تصاعد الانقسامات الداخلية يهدد استقرار القيادة الحوثية
الغارات الإسرائيلية نتائجها
استهداف المدرج تعطيل الحركة الجوية بالكامل
تدمير الطائرات فقدان آخر أربع طائرات تابعة للخطوط اليمنية
زيادة الخلافات الحوثية تصاعد النزاع حول بقايا الطائرات

تُظهر هذه الأحداث كيف يمكن للتقصير في التخطيط السياسي والعسكري أن يؤدي إلى نتائج كارثية على الأطراف المتنازعة، حيث أن استغلال فرص تحقيق مكاسب مادية قصيرة الأجل قد يؤدي إلى تدهور أكثر في الموقف العام للجماعة الحوثية، سواء على المستوى الداخلي أو الدولي.