«كارثة إنسانية» الاحتلال الإسرائيلي يهدد بتدمير المستشفى الأخير في جنوب غزة

الاحتلال الإسرائيلي يهدد بتدمير آخر معقل طبي جنوبي غزة وسط حالة من الهلع وقطع الاتصالات

الاحتلال الإسرائيلي يصعّد انتهاكاته في قطاع غزة، ليصل الأمر إلى تهديد مباشر لمجمع ناصر الطبي الواقع في مدينة خان يونس جنوب القطاع، وهو ما تسبب في إثارة حالة من الفزع بين سكان المنطقة والنازحين والصحفيين، خاصة في ظل الانقطاع شبه الكامل للاتصالات، مما يعزز حالة العزلة ويصعّب نقل الصورة الحقيقية للعالم.

مجمع ناصر الطبي: أهمية إنسانية واستراتيجية

مجمع ناصر الطبي يعد آخر وأهم المرافق الصحية المتبقية في جنوب غزة، حيث يقدم خدمات طبية لا يمكن الاستغناء عنها، منها وحدات العناية المركزة، وغرف العمليات الجراحية، وقسم الأطفال الخدج، بالإضافة إلى خدمات غسيل الكلى الضرورية لعشرات المرضى يوميًا، وقد وصفته المصادر الطبية بأنه “شريان الحياة” للعديد من السكان في جنوب القطاع.
هذا المجمع يمثل طاقة أمل في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع، ومع تصعيد الاحتلال وتهديده بتحويل المنطقة المحيطة به إلى “منطقة عمليات”، تزداد المخاوف من حرمان آلاف العائلات من الخدمات الطبية الأساسية.

قطع الاتصالات: تكتيك الاحتلال لعزل غزة

يشتكي سكان غزة من الانقطاع شبه الكامل لخدمات الاتصالات والإنترنت في معظم المناطق، مما يجعل التنسيق الطبي والتواصل بين الفرق الإغاثية والطواقم الصحفية شبه مستحيل، ويأتي هذا الانقطاع ضمن استراتيجية ممنهجة لعزل القطاع وحجب الحقيقة عن العالم.
تفاقمت تلك الأزمة مع التحذير الموجه لسكان محيط المجمع الطبي بضرورة الإخلاء الفوري، مما زاد حالة الهلع بين العائلات والكوادر الطبية، خاصة أن تلك التهديدات غالبًا ما يتم تنفيذها دون إنذار مسبق، وكثيرًا ما تُسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

التداعيات الإنسانية للتهديدات الإسرائيلية

لقد حذر العاملون في المجال الطبي من كارثة إنسانية حتمية إذا توقفت خدمات مجمع ناصر الطبي، ومن المتوقع أن تشمل التداعيات:

  • وفاة العديد من المرضى الذين يعتمدون على العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي
  • توقف خدمات غسيل الكلى، ما يهدد حياة مئات المرضى بشكل مباشر
  • تعطيل العمليات الجراحية الحرجة التي لا يمكن تأجيلها
  • حرمان الأطفال الخدّج من الرعاية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة

هذا بالإضافة إلى زيادة العبء على المراكز الطبية الأخرى التي تعاني أصلًا من نقص في الإمكانيات، مما قد يؤدي إلى انهيار المنظومة الصحية بشكل كامل.

بيانات حول المراكز الطبية المستهدفة في غزة

تمكنت التقارير من رصد الهجمات المستمرة على المرافق الطبية في القطاع منذ بداية التصعيد الأخير، ويظهر الجدول التالي مقارنة لتلك الاعتداءات:

المرفق الطبي المستهدف عدد الأسرّة المتأثرة الخدمات المقدمة الوضع الحالي
مجمع الشفاء الطبي 500+ عناية مركزة، عمليات، طوارئ خارج الخدمة
مستشفى بيت حانون 150 طب الأطفال، الجراحة المبنى متضرر جزئيًا
مجمع ناصر الطبي 300 رعاية أطفال، غسيل كلى مهدد بالإخلاء

التضامن الدولي مع غزة

في ظل تلك الانتهاكات المتواصلة، أطلقت العديد من الجهات والمنظمات الإنسانية الدولية دعوات للتدخل العاجل من أجل وقف استهداف المرافق الصحية وضمان حماية الطواقم الطبية والمدنيين، كما ناشدت بعض الحكومات العالم بممارسة الضغط على الاحتلال لفتح ممرات آمنة للإغاثة ونقل المرضى.

ويبقى الفلسطينيون في قطاع غزة يكافحون يومًا بعد يوم وسط ظروف قاسية وأزمات لا تنتهي، فيما تُسلط التهديدات الأخيرة تجاه مجمع ناصر الطبي الضوء مجددًا على حجم المأساة الإنسانية الجارية.