«مواجهة شرسة» القات يُشعل معركة قبائل الحدأ ضد ابتزاز الحوثيين

اشتباكات بين قبائل الحدأ وميليشيا الحوثي بسبب الجبايات المفروضة على القات

اندلعت اشتباكات مسلحة في منطقة سنحان بين رجال قبائل الحدأ بمحافظة ذمار وعناصر تابعة لميليشيا الحوثي، ما أدى إلى إصابة ثلاثة من أفراد الميليشيا، جاءت هذه الاشتباكات نتيجة فرض جبايات مالية مرتفعة على سائقي مركبات محملة بالقات الذين كانوا في طريقهم نحو صنعاء، هذه الحادثة تعكس تصاعد الغضب الشعبي ضد ممارسات الحوثيين القسرية التي تزيد من معاناة الشعب، خصوصًا في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة بالمناطق الخاضعة لسيطرتهم.

رفض الجبايات وتصعيد القبائل

تُعد الجبايات المفروضة على ناقلي القات مثالًا حيًا على التجاوزات المستمرة للحوثيين، فعندما وصلت المبالغ إلى 200 ألف ريال يمني عن كل مركبة، لم تجد القبائل بديلًا سوى مواجهة هذه السياسات الظالمة، في سنحان تحديدًا، حاولت الميليشيا إجبار السائقين على دفع المبلغ بالقوة، ما دفع أفراد من رجال قبائل الحدأ للتدخل للدفاع عن حقهم في كسب قوتهم دون قيود تعجيزية، وكانت النتيجة اشتباكات مباشرة أدت إلى وقوع إصابات وامتداد الموقف ليأخذ طابعًا تصعيديًا تجاه ميليشيا الحوثي.

الاعتقالات ومحاولة كبح الغضب القبلي

بعد انتهاء المواجهات المسلحة، باشرت الميليشيا تنفيذ اعتقالات جماعية بحق ناقلي القات والمسؤولين عن توزيعه، حيث قامت بتطويق منطقة دار سلم جنوب صنعاء واحتجاز أكثر من 30 شخصًا بهدف إرسال رسالة رادعة للقبائل ومنع أي محاولات مماثلة في المستقبل، ومع ذلك، فإن تلك الاعتقالات لم تزد الأوضاع إلا تعقيدًا خاصة بعدما شعر المواطنون في المناطق المجاورة بأن هناك استهدافًا مباشرًا لهم وسياسات تسعى لتكبيل أبناء القبائل أكثر.

الأسباب الحقيقية وراء غضب القبائل

وصلت العلاقة بين القبائل وميليشيا الحوثي إلى مستويات عالية من التوتر نتيجة الممارسات المستمرة التي تنتهجها الميليشيا بحقهم، وغالبًا ما تتمثل في الآتي:

  • فرض جبايات باهظة تجاوزت إمكانيات غالبية المواطنين
  • السيطرة على خطوط النقل والمواصلات وتحويلها إلى مصادر إيراد غير قانونية
  • استهداف الموارد الحياتية التي تعتمد عليها القبائل، مثل تجارة القات والأسواق المحلية
  • سياسات التضييق والاعتقالات العشوائية لإسكات أصوات الاعتراض

ومن الجدير بالذكر أن هذه السياسات تعمقت على خلفية الأزمة الاقتصادية التي أثقلت كاهل المواطنين، حيث لم تعد هناك قنوات للتعبير عن الغضب سوى باستخدام القوة من الطرف المتضرر، كما حدث في سنحان بين رجال الحدأ والميليشيا.

ماذا يكشف الجدول عن جبايات الحوثيين؟

يوضح الجدول التالي مقارنة مبسطة لبعض الرسوم التي يتم فرضها حاليًا من قبل الحوثيين على مختلف أنواع المركبات والسلع مقارنة بما كانت عليه سابقًا:

نوع الجباية القيمة سابقًا (ريال يمني) القيمة حاليًا (ريال يمني)
رسوم نقل القات لكل مركبة 50,000 200,000
جباية الأسواق المحلية 10% من الأرباح 25% من الأرباح
ضرائب النقل العام 10,000 50,000

توفر هذه الأرقام صورة حقيقية عن التزايد المفرط في الرسوم والضرائب، والذي يؤدي بشكل مباشر إلى تحوّل انعدام الثقة إلى مواجهات عنيفة.

دروس مستفادة من النزاع

يمثل تصاعد التوتر بين القبائل وميليشيا الحوثي انعكاسًا لحالة السخط الشعبي المتزايدة التي لا تقتصر على منطقة الحدأ فقط، بل تمتد لتشمل العديد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيا، ومن المهم الإشارة إلى أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى نشوب اضطرابات أوسع قد تهدد الاستقرار النسبي الذي تحاول الميليشيا الحفاظ عليه.

إذا لم يتم التراجع عن فرض الجبايات واستهداف الموارد الحيوية للمواطنين، فإن استدامة هذه النزاعات أمر شبه حتمي، ما يضع الحوثيين أمام تحدٍ جديد يتجاوز مسألة المواجهات المسلحة ويتصل مباشرة بإدارة الأزمات وفهم تأثير سياساتهم على المجتمعات المحلية.