«سر كبير» آبل تدافع عن استراتيجيتها في الذكاء الاصطناعي وتعيد بناء سيري

كشفت شركة آبل عن خطط جريئة لإعادة بناء مساعدها الصوتي “سيري” بالكامل، وذلك في ظل جهودها لتعزيز الذكاء الاصطناعي الخاص بها. يعمل فريق هندسة البرمجيات بالشركة على تطوير بنية تحتية جديدة لسيري تستهدف تقديم مميزات أذكى وأكثر تطورًا، مع التركيز على تحسين تجربة المستخدم وإضافة إمكانيات مبتكرة تدعم حياة المستخدم اليومية.

إعادة بناء سيري: خطط طموحة للذكاء الاصطناعي

أوضح كريج فيديريغي، نائب الرئيس الأول لهندسة البرمجيات في آبل، أن الجهود المبذولة لإعادة بناء سيري تأتي نتيجة رؤية الشركة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بطرق تؤثر إيجابيًا على المستخدمين. وأضاف قائلاً إن الشركة ترى الذكاء الاصطناعي كعامل تحويلي مهم يمتد لعقود قادمة، مشيرًا إلى رغبتهم في التركيز على الجودة العالية بدلاً من التسرّع في طرح ميزات غير مكتملة. هذه الجهود تمثل جزءًا من رؤية عميقة تهدف إلى تحسين كفاءة المساعد الرقمي وتكامل أعمق مع نظام التشغيل الخاص بأجهزة آبل.

مميزات الذكاء الاصطناعي من آبل: تغيرات مؤجلة

في مؤتمر المطورين العالمي السابق، استعرضت آبل رؤيتها لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي التفاعلي تحت مسمى “آبل إنتليجنس”، حيث شملت الخطة إطلاق ميزات محسّنة في سيري تجعلها أكثر وعيًا بما يحدث في الهاتف وقادرة على الدعم الشخصي بشكل مذهل. ومع ذلك، تأخر إطلاق هذه القدرات الذكية بسبب معايير الجودة التي لم تلبِ تطلعات الشركة، مما أدى إلى إعادة النظر في التنفيذ وسحب الإعلانات ذات الصلة.

التنافسية ومواجهة تقنيات الذكاء الاصطناعي

في ظل التنافس المكثف مع عمالقة التكنولوجيا في وادي السيليكون، تسعى آبل للتميّز بتقديم نهج مختلف في الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من اعتمادها على تقنيات OpenAI في نظام التشغيل الجديد iOS 26، إلا أن الشركة تبذل جهودًا لتطوير نماذج خاصة بها تضيف قيمة استثنائية للمستخدمين. وأكد المسؤولون أن هذه النماذج لن تقتصر على تلبية الاحتياجات الحالية، بل ستستند إلى رؤية استراتيجية طويلة الأمد تضمن مواكبة الابتكارات العالمية.

سيري والذكاء الاصطناعي: رؤية آبل المستقبلية

بحسب رؤية آبل، لا تهدف الشركة إلى مجرد إطلاق مساعد ذكي آخر، بل تسعى لإيجاد حلول تقدم الذكاء الاصطناعي كمكوّن متكامل داخل أنظمتها. يخطط فريق العمل لتقديم تقنيات تجعل المستخدم يشعر بالتفاعل بسلاسة مع النظام دون أن يدرك وجود الذكاء الاصطناعي. قارن كريج فيديريغي ذلك بظهور الإنترنت، وقال إن آبل سابقًا جعلت الإنترنت متاحًا بطرق مبتكرة، والآن تأمل أن تفعل الشيء ذاته لكن مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.

التزام آبل بالابتكار من خلال الذكاء الاصطناعي

ذكر غريغ جوسوياك، رئيس التسويق في آبل، مقولة ستيف جوبز الشهيرة حول أهمية التركيز على ابتكار المنتجات الصحيحة وتوظيف التكنولوجيا لتحسين حياة المستخدمين. يعكس هذا التوجه التزام الشركة بتحدي العقبات التقنية وابتكار منتجات ذكية تضعها في مقدمة مشهد التكنولوجيا المستقبلي. من خلال تطوير سيري وإعادة تصميم بنيته التحتية، تطمح آبل لتوفير تجربة استثنائية تعزز مكانتها في عالم الذكاء الاصطناعي.