«مفاجأة كبرى» دول عربية تعلن السبت عيد الأضحى متى تحتفل الدول الأخرى

تعد المذاهب الفقهية الأربعة في الإسلام رحمة للمسلمين، حيث يتيح اختلاف الأئمة في بعض التفاصيل الصغيرة تنوعًا يساعد الأفراد على اتباع ما يناسب ظروفهم المختلفة، فجوهر الدين ثابت ومُجمع عليه بين الأئمة، بينما الاختلاف يظهر في مسائل جزئية لا تمس العقيدة، على سبيل المثال، جميع الأئمة يتفقون على الصلوات المفروضة وعددها، لكن قد يختلفون في توقيت صلاة الضحى أو عدد ركعات الوتر، وهذا يعكس سعة الإسلام ومرونته، ويساهم في تلبية متطلبات المجتمعات الإسلامية المتنوعة حول العالم.

فوائد تعدد المذاهب الفقهية

يمنح تعدد المذاهب الفقهية المسلمين خيارات متعددة لتطبيق الأحكام الشرعية بناءً على الظروف الخاصة بهم، مما يعزز من إمكانية تحقيق التفاهم والانسجام بينهم، فعلى سبيل المثال، الاختلاف الفقهي يمكن أن يكون سببًا لتيسير حياة المسلمين في ظل اختلاف العادات والتقاليد، كما أن هذا التنوع يرسخ فكرة التعددية داخل المجتمعات الإسلامية، مما يساعد على التعامل مع الأمور المستجدة التي تتطلب استنباط أحكام شرعية جديدة بناءً على المصلحة العامة، كما يساهم في تعزيز التعايش والتسامح بين المسلمين أنفسهم.

اختلاف الدول الإسلامية في المناسبات الدينية

اعتاد المسلمون على اختلاف الدول الإسلامية بشأن تحديد التواريخ المهمة، مثل بداية شهر رمضان أو عيد الفطر، لكنها تبقى أمورًا لا تؤثر على جوهر الوحدة الإسلامية، فعلى الرغم من اختلاف بعض الدول في تحديد مواعيد هذه المناسبات بناءً على الرؤية الشرعية أو الحسابات الفلكية، إلا أن هذه الاختلافات لم تؤثر على العلاقات بين المسلمين، وعلى سبيل المثال، يظل الجميع يحتفل بقدوم شهر رمضان المبارك وصيامه كاملاً، ويترقبون أفراح عيد الفطر في انسجام.

عيد الأضحى والاختلاف في الإعلان

على الرغم من أن الدول الإسلامية نادرًا ما تختلف بشأن موعد عيد الأضحى المبارك كونه مرتبط بيوم عرفات، إلا أن هذا العام شهد اختلافًا بين العديد من الدول، حيث أعلنت دول مثل السعودية ومصر والإمارات أن الجمعة هو أول أيام العيد، فيما أعلنت دول أخرى كالمغرب وموريتانيا أن السبت هو اليوم الأول، كما اتبعتها بعض الدول الإسلامية الأخرى مثل ماليزيا وباكستان، ولكن هذا الاختلاف لا يُفسد روحانية المناسبة أو يعكر صفو فرحة العيد.

قصص تعبر عن جمال الاختلاف

بينما قد يُنظر إلى الاختلاف في تحديد مواعيد الأعياد على أنه أمر سلبي، إلا أن البعض يجد في هذا الأمر الجانب الإيجابي، كما حدث مع شخص عاش فرحة عيد الأضحى مرتين في عام واحد، مرة في مصر مع عائلته، والمرة الأخرى في المغرب مع أسرته الصغيرة، وهذا يجسد كيف يمكن أن يكون الاختلاف فرصة لإدخال مزيد من البهجة والمودة إلى حياة الناس، الأمر الذي يعكس رسالة الإسلام القائمة على التيسير وخلق الروح الإيجابية.

دعوة للتراحم والتلاحم بين المسلمين

في ظل هذه الاختلافات والتحديات، تظل الدعوة للتراحم والترابط بين المسلمين هي الأهم، فاختلاف المذاهب وتاريخ المناسبات ليس مدعاة للتفرقة، بل فرصة للتعبير عن رحمة الإسلام وتماسكه، وبالرغم من الظروف القاسية التي يمر بها البعض، فإن المناسبات الإسلامية تمثل عبرة وفرصة لتذكر القيم النبيلة كالمحبة والعطاء، وتجديد النية للعمل على تحقيق الخير والعدل بين الناس، ومن هنا نستطيع استلهام الأمل والإيجابية في كل لحظة تجمعنا كأمة واحدة.