«مفاجأة كبرى» الذهب ينتعش وسط التفاؤل بالمحادثات الاقتصادية

شهد سعر صرف الذهب مقابل الدولار الأمريكي انتعاشًا خلال تداولات الفترة الأوروبية اليوم، حيث سجل الذهب في التعاملات الفورية سعرًا 3327 دولارًا للأونصة، مما أثار اهتمام المتداولين والمستثمرين في السوق، وذلك بالتزامن مع تجدد المفاوضات التجارية المهمة بين واشنطن وبكين المنعقدة في لندن. يأتي هذا الانتعاش بعد سلسلة من الانخفاضات التي تعرض لها المعدن النفيس، مما يُبرز أهمية متابعة الأحداث الاقتصادية المؤثرة على حركة الذهب.

سعر الذهب مقابل الدولار وتأثير المحادثات التجارية

مقال مقترح «صدمات الأسعار» أسعار الأرز في السوق المحلية اليوم الخميس 12 يونيو 2025

يلفت انتعاش سعر الذهب الأنظار نحو المحادثات التجارية المتواصلة بين القوى الاقتصادية الكبرى، خاصة مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين، حيث تجاوزت الخلافات بينهما الرسوم الجمركية التقليدية لتشمل قيودًا إضافية مثل المواد الأرضية النادرة. ويشير وصف الاجتماع من قبل وزير الخزانة الأمريكي بـ”الاجتماع الجيد” ووزير التجارة بأنه مثمر، إلى توقعات إيجابية بتهدئة النزاعات، مما يؤثر مباشرة على حركة السوق الدولية وسعر الذهب مقابل الدولار.
إن أي انفراج محتمل في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين من شأنه تقليل الضغوط على أسواق المعادن والنفط والعملات، بالإضافة إلى تخفيف تأثير التوترات على الاقتصاد العالمي، وبالتالي قد تشهد أسعار الذهب استقرارًا نسبيًا في حالة تحسن العلاقات بين الطرفين. وتتجلى أهمية الذهب كملاذ آمن خاصة في ظل النزاعات الاقتصادية الممتدة التي تؤثر على الأسواق.

توقعات أسعار الذهب ودورها كمؤشر اقتصادي

تابع أيضاً «صيفٌ ملتهب» التهاب الأسعار في صفاقس يصدم الجميع

يركز المستثمرون في الأسواق على بيانات التضخم الأمريكية التي ستصدر يوم 11 يونيو 2025 وأثرها على تحديد وجهة أسعار الذهب مستقبلًا. يعتبر المعدن الأصفر من أدوات التحوط الهامة ضد التضخم، حيث يدعم انخفاض معدلات التضخم جاذبية الذهب من خلال تخفيف الضغوطات على قرارات سياسة الفيدرالي الأمريكي. في حال كانت بيانات التضخم أقل من التوقعات، فإنها قد تدعم استقرار أسعار الذهب أو حتى صعودها قصيرة المدى. على الجانب الآخر، إذا ارتفعت معدلات التضخم بشكل ملحوظ، فقد يؤدي ذلك إلى تغييرات جديدة في السياسة النقدية، مما قد يضر بجاذبية الذهب نتيجة تعزيز الدولار الأمريكي.
من جهة أخرى، أظهرت استطلاعات أجراها الاحتياطي الفيدرالي انخفاضًا في مخاوف المواطنين الأمريكيين من التضخم، بجانب تحسن ملحوظ في وضعهم الاقتصادي. هذه التطورات قد تؤثر سلبًا على الطلب على الذهب كملاذ آمن في المستقبل القريب إذا استمرت النظرة الإيجابية تجاه الاقتصاد الأمريكي.

تحليل تقني لحركة الذهب مقابل الدولار

مقال مقترح «قفزة خيالية» أسعار الذهب العالمية تواصل الصعود فما السبب؟

تشير التحليلات التقنية إلى استقرار الذهب في مسار صاعد وفقًا للأطر الزمنية القصيرة، مدعومًا بخط الاتجاه الذي يتخذ دعمًا أساسيًا عند مستوى 3321 دولار للأونصة. ما لم يتم كسر هذا الدعم الواضح، فإن التوقعات تبقى إيجابية مع إمكانية صعود نحو مستويات 3406 دولار و3431 دولار، مما يعكس اهتمام المستثمرين بالمعدلات الفنية. يمكن للمؤشرات مثل Stochastic RSI أن تبرز احتمالية تصحيحات سعرية محدودة في حال حدوث تشبعات شراء.
في حالة كسر الدعم الأولي، يتوقع أن يختبر الذهب مستويات أدنى مثل 3293 دولار أو حتى 3260 دولار. ومع ذلك، يبقى السيناريو الأكثر ترجيحًا ضمن القناة التصاعدية إذا استمرت الشروط الفنية الحالية في تماسكها.