الذهب يقترب من تسجيل ثالث مكسب أسبوعي متتالي وسط توقعات إيجابية لاستمرار الصعود.

أسعار الذهب تشهد تراجعات طفيفة في الأسواق العالمية بعدما ابتعدت مؤخرًا عن أعلى مستوياتها التاريخية. يواجه المعدن الأصفر ضغوطًا بسبب ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، وهو ما يؤثر سلبًا على جاذبيته بين المستثمرين. في الوقت ذاته، أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي على سياسته النقدية دون تغيير، مؤكدًا أنه لن يتعجل في تخفيض أسعار الفائدة رغم التوقعات بخفضها مرتين هذا العام.

تأثير الدولار الأمريكي على أسعار الذهب

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأيام الأخيرة، مما أثر على أسعار الذهب المُسعّرة به عالميًا. ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.35%، ليصل إلى أعلى مستوى له خلال أسبوعين. هذا الارتفاع يعزز عودة العملة الأمريكية كخيار استثماري جذاب للمستثمرين، ما يحد من الإقبال على شراء المعدن النفيس. ارتفاع الدولار يجعل الذهب أقل تنافسية أمام العملات الأخرى، مما يضغط على الأسعار.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

رغم التراجعات الأخيرة، يبقى الذهب مرشحًا لتحقيق مكاسب إضافية في الفترة المقبلة. توقع المحللون أن تصل أسعار الذهب إلى 3500 دولار للأونصة بنهاية العام نتيجة ارتفاع الطلب على التحوط مع تنامي حالة عدم اليقين الاقتصادي وتصاعد مخاطر الركود التضخمي. من ناحية أخرى، تواجه الأسعار مقاومة عند مستوياتها القياسية الحالية، وهو ما يُترجم في عمليات جني أرباح مستمرة.

قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها

قرر المجلس تثبيت أسعار الفائدة في اجتماعه الأخير، مفضلًا التمهل لتقييم آثار التضخم ومعدلات النمو الاقتصادي. التوجه نحو خفض الفائدة خلال العام الجاري قد يمنح الذهب دفعة إضافية للصعود، حيث تعتمد الأسواق بشكل كبير على متابعة هذه القرارات. علاوة على ذلك، استمرت عمليات تقليص سندات الخزانة الأمريكية، مما يعكس الجهود المستمرة لدعم الاقتصاد الأمريكي وتحقيق استقرار طويل الأمد.

في ظل هذه الظروف، يبقى أداء الذهب مُرتبطًا بتحركات الدولار، وتوقعات السياسة النقدية الأمريكية، بالإضافة إلى تزايد التوترات الاقتصادية والجيوسياسية عالميًا. يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا للكثيرين، ويُتوقع أن يستمر الطلب عليه في النمو مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي.