«قفزة مفاجئة» الذهب يرتفع والبلاتين يسجل أعلى مستوى الآن

تشهد الأسواق الماليّة العالمية تحرّكات هامة في أسعار المعادن الثمينة والعملات، مدعومة بعدة عوامل منها ضعف الدولار الأميركي ومحاولات رأب الصدع التجاري بين أميركا والصين، حيث شهد سعر الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 3323.71 دولارًا للأوقية، وبالتزامن، ارتفع البلاتين إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من أربع سنوات، بدعم من توقعات بانخفاض المعروض على المدى القريب.

الذهب في صدارة المعادن الثمينة

عزّزت أسعار الذهب مكانتها كملاذ آمن وسط تباين مؤشرات الدولار الأميركي وضعف معنويات الأسواق العالمية، إذ سجل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا لافتًا بنسبة 0.4% ليصل إلى مستويات قياسية جديدة، بينما استقرت العقود الآجلة عند 3344.70 دولارًا للأوقية، وقد ساعد انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.3% على جعل الذهب أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى، كما أن المستثمرين يراقبون عن كثب تطورات التجارة بين الصين وأميركا التي قد تعيد تشكيل ديناميكيات السوق بشكل كبير.

ارتفاع ملحوظ للبلاتين

سجل البلاتين قفزة جديدة في قيمته ليصل إلى 1210.80 دولارًا للأوقية، ويعتبر ذلك أعلى مستوى له منذ مايو 2021، ويأتي ذلك مدعومًا بتقلص المعروض العالمي وزيادة الطلب الصناعي على المعدن، حيث يُنظر إلى البلاتين كبديل استثماري رئيسي للذهب والفضة، وتتصدر نتائجه الأخيرة توقعات بمزيد من الارتفاع استنادًا إلى مكاسب فنية وتقارير سوقية تتحدث عن شح المعروض، مثلما أكد ألكسندر زومبفي، أحد أبرز تجار المعادن الثمينة.

استقرار الأسواق العالمية

شهدت أسواق الأسهم الآسيوية والعالمية ارتفاعًا مع إحراز تقدم في المفاوضات التجارية بين أميركا والصين، حيث ارتفع المؤشر الأوسع نطاقًا للأسهم العالمية MSCI بنسبة 0.2% إلى مستويات قياسية جديدة، في حين أغلقت مؤشرات الأسواق الرئيسية مثل نيكي الياباني وشانغهاي الصيني على مكاسب ملحوظة، وتركز الاجتماعات المتوقعة بين واشنطن وبكين على تحسين العلاقات التجارية بين العملاقين الاقتصاديين.

أداء العملات والمعادن الصناعية

شهدت العملات الرئيسية تحركات طفيفة؛ حيث ارتفع الجنيه الإسترليني بنحو 0.4%، فيما انخفض الدولار أمام الين الياباني بنسبة 0.5%، أما المعادن الصناعية مثل النحاس، فقد تراجعت عقودها الآجلة مع تباطؤ الطلب في الصين، إذ أظهرت البيانات انخفاض واردات النحاس بنسبة 18% خلال مايو، ما يعكس تباطؤ السوق الصناعية هناك نتيجة تأثير الرسوم الجمركية الأميركية.

الرؤية المستقبلية للمعادن

يتطلع المستثمرون إلى استقرار طويل الأجل للأسواق مع استمرار المحادثات التجارية، كما أن ضعف الدولار اللاحق قد يمنح المعادن الثمينة دفعة إضافية، وبالنسبة للذهب والبلاتين، فإن عوامل مثل شح المعروض والتوترات الجيوسياسية والدعم الفني ستستمر في تعزيز مكاسبهما، ويتوقع المحللون مثل جيوفاني ستونوفو أن تبقى النظرة الإيجابية تجاه الذهب في الأشهر القادمة مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.

ملامح النشاط التجاري وتأثيراته

مع استمرار التوترات التجارية بين أميركا والصين وتأثير التعريفات الجمركية المتبادلة، لا يزال النشاط التجاري على مستوى المعادن يتسم بعدم الاستقرار، وتُنتظر بيانات مؤشر أسعار المستهلك في أمريكا كمؤشر على السياسات المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي، مما قد يترك تأثيرًا إضافيًا على الأسواق.