«حقيقة مذهلة» طواف الوداع هل هو ركن أساسي في الحج؟

يتساءل العديد من المسلمين كل عام عن حكم طواف الوداع، ويعد هذا الطواف خطوة أخيرة في رحلة الحج التي يقوم بها المسلم إلى بيت الله الحرام، حيث يهدف إليه توديع المسجد الحرام بمشاعر الإيمان والقداسة، ولأن هذا الموضوع محور اهتمام كبير، فإنه تصاعد الجدل حول كونه واجبًا أو سنة، وما هي الأحكام المرتبطة به في حال تركه أو السقوط عن بعض الفئات، ووفقًا لما أوضحته الهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، نقدم إليكم كل ما يتعلق بحكم طواف الوداع والأحكام الفقهية المرتبطة به.

حكم طواف الوداع

فيما يتعلق بحكم طواف الوداع، فقد اتفقت المذاهب الفقهية على وجوده في المناسك، لكنهم اختلفوا في كونه واجبًا أو سنة مؤكدة، فوفقًا للشافعية والحنابلة، طواف الوداع واجب شرعي يجب القيام به قبل مغادرة الأراضي المقدسة، بينما يرى الحنفية والمالكية أن طواف الوداع سنة مؤكدة ليس واجبًا، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية في بيانها أن الشافعية والحنابلة يعتبرون أن ترك طواف الوداع عمدًا يستوجب الدم، حيث يُطلب ذبح شاة ككفارة عن تركه.

هل يسقط طواف الوداع عن بعض الفئات؟

تُعتبر بعض الفئات مستثناة من أداء طواف الوداع، وفقًا للنصوص الشرعية المأثورة وأقوال العلماء، واستنادًا إلى الحديث الشريف الذي رواه ابن عباس: “أُمِرَ الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خُفف عن الحائض”، فإن المرأة الحائض أو النفساء تسقط عنها هذه الفريضة، كذلك يُعفى المريض الذي يعجز عن الطواف، سواء بسبب ظروفه الصحية أو عدم قدرته على التحرك على نحو طبيعي، كما يفقد إلزامية طواف الوداع من يغادر مكة بشكل اضطراري لظروف قاهرة ودون اختيار.

حكم من ترك طواف الوداع عمدًا أو نسيانًا

من يترك طواف الوداع عمدًا دون عذر يُعتبر تاركًا لأحد الواجبات، وحسب جمهور العلماء، يجب عليه ذبح شاة كدم على تركه الواجب بلا سبب، بينما من يتركه سهوًا ثم يخرج من مكة ويتذكر لاحقًا، يتوجب عليه العودة لأداء الطواف إن أمكن ذلك، وفي حال تعذر الرجوع، يجب عليه أيضًا إخراج دم كفارة، أما الذين تُعذر حالتهم مثل الحائض والمريض المستثنى، فلا يُطلب منهم كفارة على الإطلاق.

يعد طواف الوداع من الأعمال التي تكمل بها رحلة الحج، حيث يحمل في طياته مشاعر التقدير لبيت الله العتيق، لذلك يجب على الحجاج أداء هذه السنة أو الواجب وفق المذهب الذي يتبعونه، لضمان اكتمال حجهم بما أقره الشرع، ولتحميله بالثواب والحسنات في ختام هذه الشعيرة العظيمة.