ارتفاع أسعار النحاس يتجاوز 10 آلاف دولار للطن بسبب موجة شراء قوية في الأسواق

شهدت أسعار النحاس قفزة ملحوظة في الأسواق العالمية، حيث سجلت أعلى مستوياتها منذ خمسة أشهر، متجاوزة حاجز 10 آلاف دولار للطن. تعود هذه الزيادة إلى الطلب المتزايد والتهديدات الجمركية المحتملة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. يُعد النحاس من المعادن الأساسية التي تدخل في العديد من الصناعات مثل التكنولوجيا والبنية التحتية والطاقة المتجددة، مما يجعل أي تغييرات في أسعاره ذات تأثير كبير على السوق.

أسباب ارتفاع أسعار النحاس

أسهمت عدة أسباب في ارتفاع أسعار النحاس، أبرزها توجه الولايات المتحدة لفرض رسوم جمركية على وارداته بهدف حماية الأمن القومي. شهدت الأسواق الأمريكية اختلافات سعرية قوية مع نظيرتها في بورصة لندن للمعادن، حيث اتسع الفارق إلى أكثر من 1250 دولار للطن. دفع هذا التجار في نيويورك إلى دفع علاوات مرتفعة للحصول على إمدادات كافية من المعدن تحسباً لأي عقوبات تجارية محتملة. علاوة على ذلك، ساهم استمرار تدفق النحاس من مستودعات بورصة لندن للمعادن إلى الأسواق الأمريكية في خفض حجم المعروض في الخارج.

التحديات والآثار المستقبلية على سوق النحاس

تواجه صناعة النحاس تحديات كبيرة بسبب الرسوم الجمركية وتدني رسوم تشغيل المصاهر التي تنشط في معالجة الخام. وأشارت “جلينكور”، واحدة من شركات التجارة العالمية الكبرى، إلى أنها ستوقف عمليات أحد مصاهرها في الفلبين نتيجة التكاليف التشغيلية المنخفضة وظروف السوق الصعبة. من جانب آخر، يتوقع خبراء أن يؤدي نقص تركيزات النحاس في المناجم والطلب المتزايد، لا سيما في ظل الخطط التحفيزية الأمريكية والصينية، إلى المزيد من الضغوط على أسعار المعدن الأحمر.

أهمية النحاس في الصناعات المختلفة

يُعد النحاس أحد المكونات الحيوية في عدد من الصناعات، بما في ذلك التشييد والتكنولوجيا والطاقة المتجددة. مع تصاعد الطلب على هذه الصناعات، من المتوقع أن تستمر الأسعار بالارتفاع، خصوصاً في ظل الأزمات المتكررة في الإنتاج وسلاسل الإمداد.

تؤكد هذه التطورات أن النحاس يحتفظ بموقع استراتيجي في الأسواق العالمية، مما يدفع الحكومات والشركات لمتابعة تغيراته الاقتصادية بحذر.