«قفزة قوية» الذهب يرتفع عالميا والمركزي الصيني يواصل الشراء

الذهب يرتفع عالمياً بدعم من تراجع الدولار الأمريكي وشراء البنوك المركزية، وهو ما يرفع من جاذبيته الملحوظة في الأسواق المالية، إذ ارتفعت الأسعار نتيجة تزايد الطلب الاستثماري عليه من قبل الدول والمستثمرين، إضافة إلى الترقب المستمر لمحادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، ما يجعل الذهب محط أنظار الكثيرين باعتباره ملاذاً آمناً في ظل بيئة اقتصادية متقلبة.

سعر الذهب عالمياً

شهدت أسعار الذهب قفزة ملحوظة في الأسواق العالمية، حيث أفاد المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة أن الأوقية سجلت ارتفاعاً بمقدار 27 دولاراً لتبلغ مستوى 3337 دولاراً، وبالنسبة لناحية أسعار الجرامات، فقد بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5349 جنيه، وعيار 18 بلغ 4012 جنيه، أما عيار 14 فقد سجل 3120 جنيه، كما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 37440 جنيه، ما يؤكد أن الارتفاع بات مدعوماً أيضاً بتراجع الدولار الذي يعزز من القيمة السوقية للذهب.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب

يرجع صعود أسعار الذهب بالأسواق العالمية إلى عدة عوامل أساسية أبرزها، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2%، مما يجعل الذهب أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى، ومن هنا ازدادت جاذبيته كوسيلة للتحوط، يأتي ذلك إلى جانب اجتماعات كبار المسؤولين من الولايات المتحدة والصين الجارية حالياً لمناقشة الرسوم الجمركية والسياسات التجارية التي أثرت على مشهد التجارة العالمية، كما أسهمت التوترات الجيوسياسية وضعف الأداء الاقتصادي العالمي في تعزيز الطلب الاستثماري على المعدن النفيس لاستقرار الاستثمار.

أسعار الفائدة وتأثيرها على الذهب

تماشياً مع قرارات لجنة السوق المفتوحة بالفيدرالي الأمريكي والمتوقع صدورها قريباً يومي 17 و18 يونيو المقبل، تبرز أهمية ارتباط الذهب بتوجهات السياسات النقدية وأسعار الفائدة، حيث يؤدي انخفاض معدلات الفائدة إلى زيادة الاستثمار في الذهب كونه لا يدر عائداً، أما في حال توقيع اتفاقيات تجارية بين الأطراف الكبرى عالمياً أو حدوث تهدئة في النقاط السياسية الأخرى فقد يؤدي ذلك لدفع أسعار الذهب إلى التراجع.

احتياطيات الذهب لدى الصين

تواصل الصين رفع احتياطياتها من الذهب بإضافة نحو طنين جديدين في مايو، ما أدى إلى وصول إجمالي احتياطياتها إلى 2296 طناً بقيمة تقدر بـ241.99 مليار دولار بنهاية الشهر، كما أن البنك المركزي الصيني استأنف استراتيجية شراء الذهب منذ نوفمبر الماضي بعد توقف دام عدة أشهر، حيث يعتبر خطوة حيوية للتحوط من مخاطر الأزمات الاقتصادية وتأثيرات سوق العملات.

البيانات الاقتصادية المؤثرة

من المتوقع أن تلعب البيانات الاقتصادية الأمريكية القادمة دوراً كبيراً في دعم أو كبح أسعار الذهب، ومن أبرزها مؤشر أسعار المستهلكين يوم الأربعاء، تليه بيانات طلبات إعانة البطالة ومؤشر أسعار المنتجين يوم الخميس، ثم مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيغان يوم الجمعة، إذ تسهم هذه المؤشرات في تطوير رؤية المستثمرين لمستقبل السوق واحتمالات التغيير في اتجاهات الفائدة الأمريكية، مما قد يعزز قوة تأثير الذهب الاستثماري والسياسي.