«سر عظيم» يوم القر ولماذا يعد أفضل أيام الحج بعد عرفة

يبحث المسلمون عن معرفة يوم القر وأهميته فضلًا عن سبب تسميته، حيث يُصادف هذا اليوم الحادي عشر من شهر ذي الحجة ويعتبر أول أيام التشريق، يُعد يوم القر من أفضل الأيام المباركة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال “إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر”، مما يبرز فضله ومكانته في الإسلام لدى الحجاج والمسلمين عامة.

ما هو يوم القر؟ ولماذا أطلق عليه هذا الاسم؟

يُعد يوم القر بداية أيام التشريق الثلاثة، والذي يُصادف اليوم التالي ليوم النحر أي اليوم الثاني من عيد الأضحى المبارك، وسُمي بهذا الاسم نسبة إلى “القرّ” والذي يعني الاستقرار أو السكينة، حيث يقيم الحجاج في مشعر منى لأخذ قسط من الراحة بعد أداءهم مناسك يوم النحر، يشهد هذا اليوم تسكين الأجواء بعكس يوم النحر المليء بالنشاط والازدحام لارتباطه بشعائر الحج العظمى.

موعد يوم القر وحُكم الصيام فيه

يبدأ يوم القر مع فجر الحادي عشر من ذي الحجة ويمتد إلى غروب شمسه، وهو يوم خاص بذكر الله وتكبيراته وإقامة العبادات، أما فيما يتعلق بالصيام، فإن صيام هذا اليوم يُنهى عنه بناءً على قول النبي صلى الله عليه وسلم “أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله”، ومع هذا فإن الحاج الذي لم يجد الهدي يُسمح له بالصيام كتعويض، ما عدا ذلك فالعبادات مستحبة دون الصيام حيث يتم تقديس هذه الأيام بالفرح والعبادة.

فضل يوم القر في السنة النبوية

وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تبين فضل يوم القر، فقد جاء عن عبد الله بن قرط رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر”، إذ يعد هذا اليوم ثاني أعظم يوم بعد يوم النحر، يُستحب فيه الإكثار من التكبيرات والدعاء وذكر الله والتقرب إليه بالأعمال الصالحة، كما أنه من الأيام التي تستجاب فيها الدعوات خاصة من الحجاج، فهم يعيشون أجواء روحانية عظيمة بعد إقامة المناسك.

الأعمال والنسك في يوم القر

يُمثل يوم القر بداية إحدى أهم شعائر الحج في أيام التشريق، حيث يقوم الحجاج برمي الجمرات الثلاث بدءًا بالجمرة الصغرى ثم الجمرة الوسطى وأخيرًا جمرة العقبة، تتم هذه الشعيرة بعد الزوال حتى الليل، وحين يرمي الحاج كل جمرة يُكبر ويُفضل الدعاء عقب الجمرة الصغرى والوسطى، أما عند جمرة العقبة فلا يُستحب الدعاء، يتم التخطيط لتسهيل هذه المناسك كي تناسب الحجاج من كافة الأعمار.

أيام التشريق وأبرز أحكامها

تبدأ أيام التشريق من يوم القر وتمتد حتى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وتعتبر أيامًا مباركة خصصها الله للطعام والشراب والذكر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله”، صيام هذه الأيام لا يجوز شرعًا، إلا للحاج الذي لم يجد الهدي على أن يقتصر ذلك خلال هذه المدة، يُستحب إشغال هذه الأيام بقراءة الأدعية والتكبير وطلب المغفرة من الله.

أهمية الدعاء في يوم القر

يمتاز يوم القر بفضل عظيم يجعله أحد الأيام التي لا تُرد فيها الدعوات، سواء للحجاج في منى أو للمسلمين عامة، حيث يُعتبر الدعاء في هذا اليوم وسيلة عظيمة لطلب المغفرة والرحمة وتحقيق الأمنيات، يُحث المسلمون أيضًا على الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن في هذا اليوم الكريم فضلًا عن الاستعانة بالأدعية الواردة التي تشمل طلب البركة والخير والأمن من الله.