«رأي العلماء» حكم من مات غنيًا ولم يؤدِ فريضة الحج بالتفصيل

حكم من مات غنيًا ولم يحج

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وفريضة مقدسة فرضها الله على كل مسلم بالغ عاقل مستطيع، وتأتي هذه العبادة كإعلان للتوحيد والخضوع لله، لكنها مشروطة بتوفر القدرة المالية والبدنية، ومع ذلك، يثار الجدل حول موقف الإسلام من الشخص الذي مات ولم يتمكن من أداء هذه الفريضة رغم امتلاكه القدرة المالية، وفي السطور التالية، نتناول حكم هذا الموضوع بناءً على آراء العلماء والشريعة الإسلامية.

حكم الإسلام: هل يعد تقصيرًا أو إثمًا؟

جاء في كتاب الله تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين)، واستنادًا لهذه الآية، يعتبر الحج فريضة على المسلمين المقتدرين شرط توفر الاستطاعة، والتي تشمل الاستطاعة المالية والجسدية دون أن تشكل أعباء تثقل النفس أو تلحق الضرر بمعيشة العائلة الأساسية، وعليه، عدم أداء الحج مع توفر شروطه يعد تقصيرًا بحق الدين وتركًا لعبادة عظيمة.

رأي العلماء فيمن توفى مقتدرًا ولم يحج

أجمع العلماء في المذاهب الأربعة أنّ من مات ثريًّا وقادرًا على الحج ولم يتجهز له أو رفضه، فقد أَثِم وكان مسؤولًا أمام الله، يؤكد الإمام النووي ذلك بقوله: “من مات ولم يحج رغم استطاعته، يجب أن يُخرج الحج من ماله”، بينما شدد الخليفة عمر بن الخطاب على خطورة ترك الحج من القادرين، حيث قال: “لقد هممت أن أبعث رجالًا إلى هذه الأمصار فينظروا من لم يحج، فيضربوا عليهم الجزية”، وهذا يوضح أهمية هذه الفريضة وصفتها الإلزامية عندما تتوافر شروطها.

هل تارك الحج يُعتبر كافرًا؟

تارك الحج مع الاستطاعة لا يكفر، ولكنه يبوء بإثم كبير يُعد من الكبائر، بينما من أنكر وجوب الحج أصلًا أو جحد بفرضيته فإنه يصبح كافرًا بالإجماع؛ ذلك أنه أنكر ما عُلم من الدين بالضرورة وثبت بأدلة قاطعة، لذا الفرق الأكبر يعتمد على موقف الشخص تجاه الفريضة بين التكاسل أو الجحود.

ما الذي يجب على الورثة في حالة وفاة تارك الحج؟

• إخراج مبلغ من التركة يكفي لتأدية الحج عنه من قبل شخص تنطبق عليه شروط الحج.
• يُقدّم مبلغ الحج على تقسيم الإرث لتسديد دين الله، استنادًا للحديث النبوي: “دين الله أحق أن يُقضى”.
• يجب الالتزام بإتمام الفريضة بالنيابة وفق القواعد الشرعية حتى يُرفع الإثم عن الميت.

التعاليم الشرعية المتبعة

أهمية أداء الحج في الوقت المناسب

إن تأخير الحج إلى أجل غير معلوم أو التكاسل عن أدائه رغم الاستطاعة يضع الإنسان تحت طائلة الذنب، وليس الحج مجرد عبادة موسمية، بل هو رسالة إيمانية عظيمة تتضمن الخضوع والطاعة لله والانتماء لروح الأمة الإسلامية، ولذا ينبغي على كل مُقتدر أن يسعى بكل عزم إلى أداء هذه الفريضة في أقرب وقت.