النفط يحقق مكاسب أسبوعية بارزة بعد غياب استمر 3 أسابيع

شهدت أسعار النفط مكاسب أسبوعية قوية للمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع، حيث ارتفعت خلال تعاملات الأسبوع المنقضي بفضل مزيج من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، ما أعطى دفعة للتفاؤل حول تعافي الطلب العالمي على النفط الخام. وسجل خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أداءً إيجابيًا بعد تراجع استمر لأسبوعين، مما يعكس مقومات إيجابية أسهمت في تحسين توقعات السوق.

أسعار النفط وتطوراتها الأسبوعية

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 2.75% لتصل إلى 66.47 دولارًا للبرميل، في حين قفز خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 4.9%، مستقراً عند 64.58 دولارًا للبرميل. هذه الزيادة جاءت بعد سلسلة من الانخفاضات السابقة التي استمرت لأسابيع، وأظهرت مرونة في أداء السوق مدعومة بمعطيات اقتصادية عالمية متفائلة. إحدى أبرز العوامل التي دعمت أسعار النفط كانت صدور تقرير الوظائف الشهري في الولايات المتحدة، إذ أظهر إضافة الاقتصاد 139 ألف وظيفة جديدة مع استقرار معدل البطالة عند 4.2%.

العوامل الاقتصادية الداعمة لأسعار النفط

ساهمت البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة في تعزيز الثقة بأسواق النفط، فبالرغم من أن معدل الوظائف جاء أقل من متوسط مكاسب 2024 الذي قُدر بـ160 ألف وظيفة شهريًا، إلا أن استقرار البطالة أضفى إشارات إيجابية للمستثمرين. انعكس ذلك على توقعات خفض أسعار الفائدة المحتمل من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مما ساعد على رسم ملامح أكثر تفاؤلاً لوضع السوق. بالإضافة إلى ذلك، شهدنا استئناف المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بمشاركة كندية، وهو ما زاد من فرص تحقيق تقدم في الصناعة العالمية والطلب على الطاقة بوجه عام.

دور “أوبك+” واستراتيجيات الإنتاج

أعلنت منظمة أوبك+ التزامها بالخطة المتفق عليها مسبقًا لزيادة إنتاج النفط بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في يوليو. هذا القرار جاء في إطار سياسة استراتيجية للمنظمة تهدف لتحقيق التوازن بين العرض والطلب في الأسواق، خاصة في ظل دخول أشهر الصيف. ووفقًا لتوقعات الصيف، من المتوقع ارتفاع معدل الاستهلاك العالمي للنفط، وهو ما يدعم استقرار الأسعار.

مؤشرات سوق النفط في الولايات المتحدة

على الجانب المحلي، أظهر تقرير صادر عن شركة “بيكر هيوز” تراجع عدد الحفارات النفطية والغازية إلى 559 حفارًا، وهو الرقم الأدنى منذ نوفمبر 2021. انخفضت حفارات النفط تحديداً بمقدار 9 لتبلغ 442، فيما ارتفعت حفارات الغاز بمقدار 5 لتصل إلى 114. هذا التراجع في نشاط الحفر يعكس جانباً من حالة الترقب المرتبطة بمستجدات السوق الأمريكي وتأثيرها على الإمدادات.

توقعات الصيف وتأثيرها على الطلب

مع اقتراب موسم الصيف، يتوقع المحللون زيادة الطلب العالمي على النفط، خاصة في شهري يوليو وأغسطس، ما يعزز من احتمالية بقاء الأسعار على مستويات إيجابية. تشير توقعات HSBC إلى أن السوق قد يشهد توازناً خلال الربعين الثاني والثالث من العام، بشرط استمرار الالتزام بسياسات الإنتاج المدروسة من قبل منظمة أوبك+. في الوقت ذاته، تظل التوترات الجيوسياسية عاملًا مؤثرًا يضع الأسواق في حالة ترقب مستمر.