النفط يسجل أول زيادة منذ 3 أسابيع بنسبة 2.75% وسط تساؤلات عن الأسباب

شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعاً ملحوظاً محققة أول مكاسبها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، حيث صعد خام برنت بنسبة 2.75%، وذلك جاء مدفوعًا بعودة المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين مما أثار توقعات إيجابية بشأن الاقتصاد العالمي، الأمر الذي انعكس على أسواق الطاقة بشكل مباشر، وتظهر أهمية هذه التحركات في تأثيرها على تعزيز الطلب العالمي على النفط، وهبوط المخاوف المرتبطة بتباطؤ اقتصادي عالمي محتمل.

أسعار النفط اليوم

سجلت أسعار عقود خام برنت الآجلة ارتفاعًا بلغت قيمته 1.13 دولار أي بنسبة 1.73% لتستقر عند 66.47 دولار للبرميل بحلول التسوية الأخيرة، بينما شهد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ارتفاعًا أكبر بقيمة 1.21 دولار أي بنسبة 1.91% ليغلق عند 64.58 دولار للبرميل، وعلى مدار الأسبوع الماضي، أفاد السوق بارتفاع خام برنت بنسبة 2.75%، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط مكاسب متقدمة بلغت نسبتها 4.9%، وهذه الأرقام تأتي بعد أسبوعين من الانخفاض بالنسبة لكلا الخامين الرئيسيين، مما يشير إلى تحول إيجابي مفاجئ في الأسواق النفطية العالمية.

دور المحادثات التجارية في دعم أسعار النفط

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استئناف المحادثات التجارية مع الرئيس الصيني شي جين بينج، بمناسبة قمة تعقد في لندن، وأوضح تقرير لوكالة “شينخوا” أن هذا النقاش التجاري جاء بمبادرة من الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعيد الأمل في تهدئة التوترات الاقتصادية بين قوتين عالميتين، ويُتوقع أن يسهم هذا التحرك بشكل مباشر في تعزيز الثقة بين المستثمرين وسوق السلع النفطية؛ كما صرحت وزيرة الصناعة الكندية ميلاني جولي أن كندا أيضًا تعمل على استمرار المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة، وهو ما يشير إلى أن هناك جهودًا متعددة الأطراف لتحسين العلاقات التجارية بين الدول الكبرى.

الرسوم الجمركية وتأثيراتها على أسعار النفط

لاتزال التوترات حول الرسوم الجمركية تؤثر على حركة أسواق النفط وبالتالي على الأسعار بشكل متذبذب، ويعتقد محللون اقتصاديون من شركة بي.إم.آي التابعة لوكالة فيتش أن هناك عدة عوامل محتملة تساهم في دفع الأسعار إلى الارتفاع مثل إمكانية فرض عقوبات أمريكية إضافية على فنزويلا أو شن هجمات على منشآت النفط الإيرانية، من جهة أخرى، فإن زيادة الإنتاج النفطي لدول “أوبك+” والمنتجين المستقلين قد تلعب دورًا معاكسًا يضغط على الأسعار نحو الأسفل في المستقبل القريب، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا للمنطقة.

تحرك السعودية لدعم الأسعار

اتخذت المملكة العربية السعودية إجراءً جديدًا بخفض أسعار نفطها المخصص للمشترين الآسيويين لشهر يوليو لأدنى مستوياتها منذ شهرين، بهدف استعادة حصتها السوقية وتحقيق التوازن داخل تحالف أوبك+، هذا التحرك يعكس التزام السعودية بالخطط الاستراتيجية الرامية إلى تحقيق الاستدامة في السوق، كما يدعم هذه الخطوات الجهود المبذولة لضمان استقرار الأسعار على المدى الطويل، خاصة في ظل التحديات المستمرة في السوق العالمي.