لماذا نهى الرسول عن صيام يوم القر في الحادي عشر من ذي الحجة؟

اليوم الحادي عشر من ذي الحجة المعروف بيوم القر، يُعتبر أحد الأيام المباركة في الإسلام التي تحمل قيمة خاصة لدى المسلمين، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن صوم يوم القر لكونه جزءًا من أيام التشريق، حيث قال: “أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله”، وهذه الأيام هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، وتمتد لتكون فترة استقرار المسلمين في منى مع أداء الشعائر المتبقية للحج.

لماذا نهى الرسول عن صيام يوم القر؟

جاء النهي عن صيام يوم القر كي يتمكن الحجيج من الاستراحة بعد يوم النحر وأداء طواف الإفاضة، بالإضافة إلى أن الإسلام يحث على الاستفادة من تلك الأيام بالأكل والشرب والشكر لله بدلًا من الصيام، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله”، ولعل ذلك يعود أيضًا إلى كونها أيام فرح وسرور للمسلمين عامة بعد الأعمال العظيمة التي يقوم بها الحجيج خلال أيام الحج، حيث يُعتبر الإكثار من الذكر والتهليل والتكبير جانبًا مهمًا من العبادة خلال هذه الأيام.

ما هو سبب تسمية يوم القر بهذا الاسم؟

يوم القر يحمل هذا الاسم لأنه اليوم الذي يستقر فيه الحجاج في منى عقب الانتهاء من النسك الكبرى مثل النحر وطواف الإفاضة، وقد أوضح العلماء، ومنهم الدكتور علي جمعة، أن الحجيج يستريحون في هذا اليوم في مكان واحد دون التنقل، ولذلك عُرف بالقر أو الاستقرار، وهذا الوقت يمنح فرصة للحجاج لالتقاط الأنفاس وتجديد طاقتهم لأداء باقي المناسك، وأهمها رمي الجمرات الثلاث.

أعمال اليوم الحادي عشر من ذي الحجة

اليوم الحادي عشر من ذي الحجة مليء بالمناسك التي تُعد جزءًا من أعمال الحج العظيمة، حيث يبدأ الحجاج بالمبيت في منى خلال الليل استعدادًا لرمي الجمرات في النهار، وعند رمي الجمرات الثلاث، يتم رمي كل جمرة بسبع حصيات بالتتابع مع التكبير عند كل حصاة، يبدأون بالجمرة الصغرى ثم الوسطى وأخيرًا الكبرى، وبعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى، يستحب الوقوف للدعاء باتجاه القبلة.

• رمي الجمرات بالتكبير مع كل حصاة.
• مراعاة الترتيب في الرمي بدءًا من الجمرة الصغرى ثم الوسطى وانتهاءً بالجمرة الكبرى.
• الدعاء بعد الجمرة الصغرى والوسطى دون الدعاء بعد الكبرى.
• الإكثار من ذكر الله والاستغفار.

فضائل يوم القر وأهميته

يوم القر يُعتبر من أعظم أيام التشريق التي ينبغي أن يستغلها المسلمون بالعبادات والطاعات، فهو يوم مخصص للتقرب إلى الله تعالى ليس فقط بالمناسك وإنما كذلك بما يُظهر الفرح والسرور، كما أن تخصيص الوقت في هذا اليوم للذكر والتكبير يعكس قيمة الشكر والامتنان لله على نعمه الكثيرة، بالإضافة إلى مكانته وسط مناسك الحج التي يُعتبر كل منها جزءًا من عبادة الله تعالى.

الحكمة من النهي عن صيام يوم القر

النهي عن صيام هذا اليوم يعكس مرونة الشريعة الإسلامية التي تتفاعل مع حاجة الإنسان الجسدية والروحية، فالأكل والشرب في هذا اليوم يمد الحجيج بالطاقة اللازمة لباقي الأعمال، كما أنه يمهّد لاختتام مناسك الحج بروح مليئة بالنشاط والحيوية، وبذلك يجمع بين العبادة البدنية والروحية في آنٍ واحد، لتكتمل تجربة الحج بغناها وفضلها.