«تراجع ملحوظ» الذهب يخسر جزءًا من مكاسبه وسط مخاوف خفض الفائدة

شهدت أسعار الذهب انخفاضاً بأكثر من 1% مؤخراً، مدفوعاً بتقرير الوظائف الأمريكي الأقوى من المتوقع، والذي بدوره خيب الآمال في خفض قريب لأسعار الفائدة من قِبل الاحتياطي الفيدرالي، رغم هذا التراجع، ارتفع سعر الفضة إلى أعلى مستوى له منذ عام 2012، وهو ما يعكس تغيرات واضحة في سوق المعادن الثمينة خلال الأيام الماضية.

تأثير تقرير الوظائف الأمريكي على أسعار الذهب

انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 1.1% ليصل إلى 3,316.13 دولاراً للأونصة، ومع ذلك، فإنه أنهى الأسبوع مرتفعاً بنسبة 0.8%، فيما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بمقدار 0.8% لتستقر عند 3.346.60 دولاراً، وفقاً لوزارة العمل الأمريكية، فإن الوظائف غير الزراعية زادت بمقدار 139,000 وظيفة خلال مايو، متجاوزة التوقعات البالغة 130,000 وظيفة، بينما بلغ معدل البطالة 4.2%، ما يدعم احتمال استمرار السياسات النقدية المتشددة للفيدرالي.

الفضة تسجل مكاسب قوية في سوق المعادن

بينما يتراجع الذهب، تظهر الفضة كسلاح استثماري قوي، حيث ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.2% ليصل إلى 36.23 دولاراً للأونصة، متجاوزاً بذلك أعلى مستوياته في 13 عاماً، هذا الأداء المذهل يعكس اهتمام المستثمرين بهذا المعدن الثمين، خاصة في ظل الإقبال المتزايد على المعادن الأخرى مثل البلاتين والبلاديوم، التي حققت أيضاً زيادات ملحوظة خلال الفترة الماضية.

تباين أداء المعادن الأخرى مقابل الذهب

على صعيد آخر، شهد البلاتين قفزة بنسبة 2.7% ليصل إلى 1.163.95 دولاراً، وهو أعلى مستوى منذ مارس 2022، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 1.4% ليصل إلى 1.019.62 دولاراً، ويرى الخبراء أن التحديات الحالية تجعل الذهب أقل جاذبية على المدى القصير، مما يدفع المستثمرين نحو المعادن البديلة التي تُعتبر أقل ثمناً على الرغم من قدرتها التنافسية.

كيف أثرت بيانات سوق العمل الأمريكي على الذهب؟

بحسب المحلل إدوارد ماير، فإن تأثير البيانات المتعلقة بسوق العمل جاء سلبياً على أسعار الذهب، حيث إنها تعكس إمكانية إبقاء الاحتياطي الفيدرالي على سياساته بشكل ثابت ولوقت أطول من المتوقع، أشار أيضاً إلى أن الدولار الأمريكي سجل تراجعاً أسبوعياً، مما ساهم جزئياً في جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين غير المرتبطين بالدولار.

دور التوترات التجارية في تحريك سوق المعادن

لعبت التوترات التجارية بين واشنطن وبكين دوراً في تغيير معادلة أسعار الذهب، كما أثيرت خلافات بارزة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستثمر إيلون ماسك، مما أضاف حالة من الضبابية إلى الأسواق المالية، وصعدت هذه التوترات إلى السطح بعد إعلان ترامب عن جولة تجارية جديدة؛ حيث كانت لهذه التحولات الجيوسياسية تأثير ملحوظ على قرارات الاستثمار في الذهب والمعادن.

أبرز التوقعات حول مستقبل الذهب في الأسواق

مع استمرار السياسات النقدية الصارمة من قِبل الفيدرالي وتصاعد السجالات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى، يبدو أن الذهب سيواجه ضغوطاً إضافية، ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن حالة عدم اليقين الاقتصادي قد تدفع المستثمرين للعودة تدريجياً إلى المعدن النفيس كوسيلة للتحوط ضد التضخم.