«تراجع ملحوظ» الذهب ينخفض بعد بيانات الوظائف الأمريكية رغم مكاسب أسبوعية محدودة

انخفضت أسعار الذهب خلال ختام تعاملات الجمعة، متأثرة بإصدار بيانات قوية من سوق العمل الأمريكي، وهو ما أدى إلى تخفيف احتمالات استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سياسته لتخفيض أسعار الفائدة، وتأتي هذه التطورات وسط عوامل أثرت على تحركات الأسواق المالية وأسعار المعادن الثمينة وعلى رأسها الذهب.

تأثير بيانات سوق العمل الأمريكي على أسعار الذهب

هبطت العقود الآجلة لأسعار الذهب لتسليم أغسطس بنسبة 0.84%، بما يعادل 28.5 دولار، لتصل إلى مستوى 3346.60 دولار للأوقية، وعلى الرغم من هذا التراجع اليومي، إلا أن المعدن الأصفر تمكن من تحقيق مكاسب أسبوعية طفيفة بلغت حوالي 0.94%، ويعود هذا التباين إلى قوة البيانات الاقتصادية التي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي والتي فاقت التوقعات.
أظهرت بيانات تقرير الوظائف الشهري أن الاقتصاد الأمريكي نجح في إضافة 139 ألف وظيفة جديدة خلال مايو، مقارنة بتسجيل 147 ألف وظيفة في أبريل بعد التعديل، أما التوقعات فقد أشارت إلى إضافة حوالي 125 ألف وظيفة فقط، وهو ما يعكس أداءً أفضل مما كان متوقعاً، وقد ساهم ذلك في تقليل احتمالات استمرار سياسة خفض الفائدة للفيدرالي الأمريكي.

العلاقة بين معدل البطالة واستقرار أسعار الذهب

من جانب آخر، أظهرت البيانات استقرار معدل البطالة عند مستوى 4.2%، مما يزيد من ثقة الأسواق بشأن مرونة سوق العمل في مواجهة التحديات الاقتصادية، فعلى الرغم من هذا التحسن السوقي، إلا أن الذهب واجه ضغوطاً نتيجة تقلص التوقعات بشأن سياسة التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما يقلل من إقبال المستثمرين على هذا المعدن كملاذ آمن.
تتأثر العلاقة بين الذهب ومعدل البطالة باعتماد المستثمرين على المعادن الثمينة كأداة للتحوط خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادي، ومع استقرار معدل البطالة عند مستوى ثابت، تقل جاذبية الذهب وتزيد جاذبية الأصول الأخرى ذات العوائد المرتفعة مثل الأسهم والسندات.

دور المفاوضات التجارية بين أمريكا والصين في الضغوط على الذهب

شهدت أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي ضغوطاً إضافية، إثر تحقيق انحسار في علاوة المخاطر التجارية بعد مكالمة هاتفية جمعت الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني، حيث ناقشا سبل استئناف المفاوضات التجارية، هذه التطورات انعكست إيجاباً على الأسواق مما أدى إلى تراجع المخاوف التجارية وتراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن.
من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأمريكي عن اجتماع منتظر يوم الإثنين المقبل في لندن، والذي سيضم مسؤولين من إدارة البيت الأبيض إلى جانب ممثلين صينيين، هدف اللقاء بحسب التصريحات الرسمية هو فتح جولة جديدة من المحادثات التجارية، وهو ما قد ينعكس على أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة.