«تطور مفاجئ» الذهب يرتفع بعد بيانات أمريكية ضعيفة تزيد من جاذبيته

يتجه الذهب نحو تحقيق مكاسب أسبوعية كبيرة وسط تراجع الدولار وقوة الإقبال على الاستثمار بالملاذات الآمنة بسبب ضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة، حيث يعيد الذهب مرة أخرى فرض نفسه كأحد أصول الاستثمار المُفضلة في الأوقات التي تشهد تقلبات في الأسواق وضعف الأداء الاقتصادي.

ارتفاع أسعار الذهب إلى 2361 دولارًا للأونصة

سجل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 2361.36 دولارًا للأونصة، فيما صعدت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنفس النسبة إلى 2384.40 دولارًا، محققًا مكاسب تزيد عن 2.3% خلال هذا الأسبوع، بفضل ضعف أداء مؤشر الدولار، ما جعل المعدن الأصفر أكثر جاذبية لحائزي العملات الأجنبية للاستثمار فيه؛ البيانات الاقتصادية الضعيفة جاءت لتؤكد تباطؤ السوق الأمريكية، خاصة زيادة أعداد المتقدمين للحصول على إعانات البطالة إلى أعلى مستوياتها منذ 7 أشهر.

وظائف وتوقعات الاقتصاد الأمريكي وتأثيرها على أسعار الذهب

تنتظر الأسواق بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية التي سيتم إصدارها لاحقًا، حيث إنها قد توفر إشارات قوية حول توجهات السياسة النقدية الأمريكية ومستوى تسعير الفائدة الفيدرالية، إلا أن مؤشرات التباطؤ الاقتصادي دفعت مجلس الاحتياطي الفيدرالي لإعادة النظر في خطواته المستقبلية؛ مع ذلك، تمسك المسؤولون بسياسة التشديد المالي بحجة أن التضخم ما زال يهدد الاستقرار الاقتصادي، الأمر الذي يؤثر على التوقعات ذات العلاقة بخطوات تقليل الفائدة.

التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة وتأثيرها على أسواق الذهب

شهدت الساحة الجيوسياسية تطورًا لافتًا إثر اتصال نادر بين الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ لمناقشة النزاعات التجارية حول المعادن الاستراتيجية، ورغم هذا التواصل إلا أن القضايا الرئيسية بقيت عالقة، مما ألقى بظلاله على الأسواق العالمية، حيث تواصل أسعار الذهب الاستفادة من حالة التوتر وعدم اليقين التي تضفي ضغطًا إضافيًا على الأصول الاستثمارية التقليدية مثل الدولار والأسهم.

أسعار المعادن النفيسة الأخرى ومكاسب الذهب الأسبوعية

بجانب ارتفاع الذهب، جاءت المعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة التي تراجعت بنسبة 1.2% إلى 35.71 دولارًا لكنها لا تزال قريبة من أعلى مستوياتها في 12 عامًا، وصعد البلاتين بنسبة 0.3% ليبلغ 1034.34 دولارًا، بينما حافظ البلاديوم على استقراره عند 1005.88 دولارًا، تواصل هذه المعادن الثلاثة تسجيل المكاسب الأسبوعية، في ظل تزايد المخاطر التي تحيط بالأسواق مما يجعل الذهب الرابح الأبرز وسط الأزمات الاقتصادية والسياسية.

في الختام، يستمر الذهب في إظهار قدراته كملاذ آمن ضد الأزمات الاقتصادية والمالية، كما أن الأوضاع الجيوسياسية المفاجئة تضيف زخمًا للاستثمار في هذا المعدن النفيس، حيث يواصل المستثمرون البحث عن ملاذات مستدامة ومستقرة بعيدًا عن تقلبات العملات والأسهم.