ارتفاع أسعار الأضاحي يقلل قدرة المواطنين على الشراء

شهدت أسعار الأضاحي في الآونة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا يعد الأعلى منذ سنوات الحرب، مما أدى إلى تفاقم حالة الغلاء التي تجتاح الأسواق، انعكس هذا الوضع سلبًا على القدرة الشرائية للكثير من الأسر؛ خاصة مع غياب الرقابة وتدني مستوى المداخيل، حيث سجل متوسط أسعار الأضاحي بين مئتين إلى ثلاثمئة ألف ريال، مما جعل هذه المناسبة الدينية عبئًا ثقيلاً على كاهل المواطنين.

أسعار الأضاحي وتأثيرها على الأسر

مع اقتراب موسم الأعياد، يتوجه المواطنون لشراء الأضاحي، إلا أن غلاء أسعارها هذا العام حال دون قدرة العديد من الأسر على اقتنائها، إذ أصبحت مهمة صعبة تحقيقها خاصة بالنسبة لأصحاب الدخل المحدود، في مدينة لحج وتحديدًا في سوق الربوع بمديرية المقاطرة، يعاني الكثير من تدني رواتبهم وتأخر صرفها لفترات قد تصل إلى ثلاثة أشهر، الأمر الذي زاد من حدة الأزمة، ووفقًا لشهادة أحد المواطنين، فإن أسعار الأضاحي تبدأ من 200 ألف ريال وتصل إلى 300 ألف ريال، في حين أن معظم الرواتب لا تتجاوز الـ100 ألف ريال، مما يضع الأسر في موقف معقد للموازنة بين متطلبات العيد واحتياجاتهم الأخرى.

دور تدهور العملة في رفع أسعار الأضاحي

يعد تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ارتفاع أسعار الأضاحي، فقد ألقى هذا التراجع بظلاله على مختلف السلع الأساسية ومتطلبات الأعياد، بما في ذلك الأضاحي، ومن الملاحظ أن تكاليف تربية المواشي ارتفعت بشكل كبير، حيث أصبحت أسعار الأعلاف والحشائش مرتفعة إلى حد غير مسبوق، الأمر الذي أدى إلى عزوف العديد من الأسر عن تربية الثروة الحيوانية، كما يشير أحد المواطنين إلى أن أسعار الماشية قفزت بشكل كبير، فقد كانت الأضاحي تُباع بسعر 200 ألف ريال، ولكنها الآن وصلت إلى ما يعادل 1000 ريال سعودي مما يجعل توفير الأضحية أمرًا شبه مستحيل للكثيرين.

غياب الرقابة الاقتصادية

إن استمرار ارتفاع أسعار الأضاحي يعكس عجزًا كبيرًا في الجهود الحكومية للحد من تدهور الأوضاع الاقتصادية، حيث تظل الإصلاحات الاقتصادية بعيدة عن التنفيذ، ويفتقر السوق إلى الرقابة التي تضمن استقرار الأسعار، ويشدد أحد المتحدثين على صعوبة توفير متطلبات الأضاحي؛ فرعاية الماشية أصبحت مكلفة جدًا بسبب أسعار الأعلاف العالية وتدهور قيمة العملة المحلية، بالإضافة إلى انعدام بيئة محفزة للثروة الحيوانية، مما يساهم في ارتفاع أسعارها عامًا بعد عام.

عجز المواطنين في مواجهة التكاليف

المواطنون باتوا عاجزين أمام ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، حيث إن الحلم بتوفير أضحية العيد أصبح مصحوبًا بالعجز المالي، ومع غياب أي حلول ملموسة لتحسين الوضع الاقتصادي، يجد الأفراد أنفسهم بين خيارات مريرة، فلا الإصلاحات الاقتصادية تعالج الأزمة، ولا القدرة الشرائية تتيح لهم تلبية احتياجاتهم الأساسية، وباتت هذه المعضلة الاقتصادية تلقي بظلالها على حياة المواطنين اليومية، مما يتطلب توجهًا سريعًا لمعالجة الأوضاع وتأمين العيش الكريم.