«بيانات ضعيفة» الذهب يرتفع عالميًا وسط التفاؤل بالاقتصاد رغم الضغوط

ارتفع الذهب هذا الأسبوع ليعزز مكانته كأحد أبرز الخيارات الاستثمارية في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، حيث استفاد المعدن النفيس من سلسلة بيانات اقتصادية أميركية ضعيفة أثرت على الأسواق العالمية، وبينما تنتظر الأسواق بشغف بيانات الوظائف الأميركية المرتقبة، أثبت الذهب مجددًا جاذبيته للمستثمرين الباحثين عن الملاذ الآمن.

ارتفاع الذهب وسط تراجع بيانات اقتصادية أميركية

قفز سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليبلغ 3368.49 دولار للأوقية بحلول صباح الجمعة بتوقيت غرينتش، بينما شهدت العقود الآجلة للذهب الأميركي ارتفاعًا مماثلًا مسجلة 3391.40 دولار، هذه المكاسب جاءت مدفوعة بضعف بيانات سوق العمل الأميركية التي أثرت على الشهية للمخاطرة، كما زاد عدد المتقدمين للحصول على إعانات البطالة إلى أعلى مستوياته منذ سبعة أشهر، الأمر الذي أثار قلقًا واسعًا حول المسار الاقتصادي.

اتصال نادر بين ترمب وشي يضيف حالة من الترقب

تواصل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب هاتفياً مع نظيره الصيني شي جينبينغ لمناقشة التوترات التجارية والنزاعات المرتبطة بالمعادن الأساسية، إلا أن العديد من القضايا العالقة ظلت دون حل، في الأعقاب، أشار كبير محللي السوق في كي سي إم ترايد، تيم ووترر، إلى أن التفاؤل الأولي بشأن المكالمة بدأ يتلاشى تدريجيًا، مما أتاح للذهب الفرصة للارتفاع بشكل مستمر.

ترقب بيانات الوظائف وتأثيرها على سعر الذهب

تُسلط الأضواء الآن على بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية التي يُرتقب الكشف عنها قريباً، حيث توقع اقتصاديون استطلعت “رويترز” آراءهم أن تسجل نمواً قدره 130 ألف وظيفة فقط خلال مايو، وهو أقل من الأرقام المسجلة في أبريل التي بلغت 177 ألف وظيفة، مع استمرار معدل البطالة عند 4.2%، هذه التقديرات الضعيفة قد تمنح الذهب دفعة إضافية في حالة تبينها ضعف أكبر.

سياسة الاحتياطي الفيدرالي ومخاوف التضخم

أشار صانعو السياسات في الاحتياطي الفيدرالي إلى أن التضخم يظل مصدر القلق الرئيسي رغم ضعف سوق العمل، حيث من المتوقع أن تبقى السياسة النقدية ثابتة على المدى الطويل في ظل ظروف اقتصادية غير مستقرة، هذا المزيج يدعم الأداء القوي للذهب خلال الأوقات التي تميزها بيئة أسعار فائدة منخفضة ومخاطر عالمية متزايدة.

أداء المعادن الأخرى وتوجهات المستثمرين

لم يقتصر الأمر على الذهب فقط، بل شمل الأداء الإيجابي للمعادن الأخرى أيضًا، حيث انخفض سعر الفضة الفوري بنسبة 0.4% ليصل إلى 35.99 دولار للأونصة، لكنه لا يزال قريبًا من أعلى مستوى له خلال 13 عامًا، في المقابل، شهد البلاتين ارتفاعًا بنسبة 1.7% ليصل إلى 1149.88 دولار، والبلاديوم بنسبة 0.8% ليبلغ 1014.31 دولار، وتظهر هذه الأرقام الدعم المستمر لهذه المعادن كجزء من استثمارات طويلة الأمد.

أداء الذهب في أوقات عدم اليقين الاقتصادي

يؤكد التاريخ أن الذهب يُعتبر أداة استثمارية متميزة في مواجهة الأزمات الاقتصادية ومخاطر السوق، حيث يمتلك قدرة كبيرة على الحفاظ على القيمة الشرائية للمستثمرين عندما تشهد الأسواق تذبذباً غير مسبوق، ومع ما يصاحب هذه الأوقات من انخفاض في أسعار الفائدة، يظل الذهب الخيار الأول للكثيرين.