«تراجع حاد» أسعار الذهب تهبط 24 دولارًا بانتظار بيانات الاقتصاد الأميركي

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا بأكثر من 24 دولارًا في نهاية التعاملات الأخيرة يوم الخميس 5 يونيو/حزيران 2025، إذ تسود حالة الارتباك بين المستثمرين نظرًا لتباين البيانات الاقتصادية، وهو ما يتزامن مع ترقب صدور تقارير الوظائف الأمريكية للحصول على إشارات تدعم التوجهات المستقبلية لهذه السلعة الثمينة؛ لتعكس تلك الحركات قلق الأسواق إزاء استمرار الاضطرابات الاقتصادية والسياسية العالمية.

أسعار الذهب اليوم

أسعار الذهب عكست حالة السوق المتقلبة، إذ أغلقت العقود الآجلة لمعدن الذهب -تسليم أغسطس/آب 2025- بانخفاض بنسبة 0.7%، ما يعادل 24.1 دولارًا، ورست عند 3375.1 دولارًا للأوقية، أما الأسعار الفورية للتسليم المباشر للذهب فسجلت تراجعًا بنسبة 0.5% وانخفضت إلى 3355.39 دولارًا للأوقية، وفق أرقام رسمية رصدتها منصات اقتصادية.
في المقابل، شهدت أسعار المعادن الأخرى تحركات متباينة، إذ ارتفعت الفضة بنسبة 3.23% إلى 35.68 دولارًا، قفز البلاتين بنسبة 4.18% ليسجل 1039.71 دولارًا، بينما شهد البلاديوم ارتفاعًا هامشيًا بنسبة 0.67% ليصل إلى 1005.42 دولارًا، ويواكب هذا التقلب تراجع مؤشر الدولار، والذي يحلل أداء العملة الأميركية، بنسبة 0.01% إلى مستوى 98.77 نقطة.

تحليل أسعار الذهب

مستويات أسعار الذهب الحالية تأثرت بعدة عوامل، منها بيانات الاقتصاد الأميركي التي أثرت في سلوك المضاربين، حيث أكد المحلل الاستراتيجي ببنك إيه إن زد أن تذبذب الأسعار الحالي لا يعكس بالضرورة الاتجاه العام للأسواق، ويظل الذهب صامدًا رغم تلك التقلبات، وأشار تقرير حديث إلى انخفاض التوظيف في القطاع الخاص الأميركي لأدنى مستوى خلال عامين، فيما يعتمد المستثمرون على ما ستصدره الأسواق يوم الجمعة بشأن الوظائف غير الزراعية.
وفي سياق متصل، تعرض الذهب لتأثيرات أخرى، من بينها المتغيرات السياسية، فالرئيس الأميركي وصف التعاملات التجارية مع الصين بأنها تزداد صعوبة، وشدد على ضرورة خفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي، كما دفعت الرسوم الجمركية المضاعفة على الصلب والألومنيوم بأسعار المعادن عمومًا نحو التحرك بشكل حذر؛ لما لتلك القرارات من تأثير على عمليات الاستيراد والتصدير العالمية.

أداء الذهب كملاذ آمن

يبرز الذهب دومًا كخيار آمن في الفترات العصيبة على الصعيد الاقتصادي والسياسي، إذ يدعمه الطلب المرتفع عند تزايد عدم اليقين الاقتصادي، كما يتكيف بشكل إيجابي في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، وما زالت الأسواق تشهد حالة حذر متزايد تدفع المستثمرين للاعتماد عليه، خاصة مع التحديات التجارية العالقة التي تثير قلق الأسواق الدولية.
يظل الذهب متأثرًا بالقرارات السياسية مثل التوترات التجارية والقرارات المتعلقة بالسياسة النقدية، ما يجعله يقف عند منطقة هامة بين الدعم والضغط المستمرين، بالإضافة إلى مؤثرات تضخمية محتملة من جراء تقارير الوظائف المرتقبة.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب

مع استمرار حالة الترقب لبيانات الوظائف، تطرح التساؤلات حول قدرة الذهب على اختراق مستويات جديدة، ويتزايد الاهتمام بالسياسات النقدية القادمة من الفيدرالي الأميركي والتي قد تسهم في تقريب الأسواق من استقرار مؤقت، يشير ذلك إلى فرص استمرار الذهب في تحقيق مكاسب في ظل الشكوك المتزايدة التي تغطي الأفق الاقتصادي والسياسي العالمي؛ حيث تبقى احتمالات الصعود قائمة في حال عجز الاقتصاد الأميركي عن تقديم إشارات إيجابية قوية.