«تحركات مفاجئة» الذهب يقفز ببيانات جديدة وتراجع مفاجئ يعيده للخسارة

بدأت أسعار الذهب اليوم الخميس على استقرار نسبي، بعد ارتفاعات ملموسة أمس الأربعاء، غير أن هذه الزيادة لم تدُم طويلاً بسبب بيانات سوق العمل الأمريكية التي جاءت صادمة، مما زاد من المخاوف بشأن الأداء الاقتصادي لأكبر اقتصاد عالمي، حيث دفع هذا الذهب إلى تحقيق أعلى مستوى له في الشهر الأخير، بينما ظل المشهد الاقتصادي والسياسي العالمي مليئًا بالضبابية، خصوصًا مع الترقب لاتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ونظيره الصيني.

أسعار الذهب اليوم

عرفت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا خلال التعاملات المبكرة، إذ هبطت الأسعار بنحو 0.35% في المعاملات الفورية بما يعادل 17 دولارًا للأونصة، لتصل إلى مستويات 3362 دولارًا تقريبًا بحلول الساعة السابعة صباحًا بتوقيت غرينتش. أما العقود الآجلة للذهب تسليم أغسطس، فقد هبطت بمعدل 0.3%، حيث تراجعت من مستويات كانت أعلى من 3400 دولار إلى حدود 3388.30 دولارًا للأونصة. وكانت تعاملات الثلاثاء قد شهدت قفزة في الأسعار بأكثر من 2% مع اتجاه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن مع تراجع قيمة الدولار.

تأثير البيانات الأمريكية على أسعار الذهب

تأثرت أسعار الذهب سلبيًا بصدور بيانات عن توظيف القطاع الخاص الأميركي، إذ لم يتمكن من إضافة سوى 37 ألف وظيفة فقط في مايو، بعيدًا عن التوقعات البالغة 110 آلاف وظيفة، وهو ما يُبرز ضعف زخم سوق العمل داخل أكبر اقتصادات العالم. يُتوقع أن تؤدي مثل هذه البيانات إلى دفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي نحو مراجعة أسعار الفائدة لتخفيف الضغوط على الاقتصاد، مما يدعم تأرجح أسعار الذهب في المستقبل. ووفق التوقعات، قد يرتفع الضغط على الدولار، مما يزيد من جاذبية الذهب بشكل ملحوظ خلال الفترة المقبلة.

عوامل أدت إلى تقلب أسعار الذهب

• انكماش قطاع الخدمات الأميركي خلال مايو الماضي لأول مرة منذ عام تقريبًا، مما أثر على معنويات المستثمرين وأسعار الدولار.
• اضطراب الأسواق نتيجة تعليق التعريفات الجمركية وتوضيح السياسة النقدية الأميركية في ظل تباطؤ النشاط الاقتصادي.
• تعزيز مكانة الذهب كملاذ آمن وسط تصاعد التوترات التجارية والسياسية بين الولايات المتحدة والصين.
• حث الرئيس الأميركي على خفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد المحلي.

التوتر التجاري بين واشنطن وبكين

عادت التوترات بين الولايات المتحدة والصين إلى واجهة الأحداث العالمية، حيث يتبادل الطرفان اتهامات مستمرة تتعلق بالاتفاقيات التجارية والرسوم الجمركية. ومن المتوقع أن يُجرى اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ بهدف تخفيف حدة الخلاف وضمان استقرار العلاقة التجارية. وعلى الرغم من أهمية هذه المحادثة، فإن الأسواق لا تزال حذرة في التعامل مع أي تطورات سياسية قد تُواجَه بتوتر إضافي.

العوامل المؤثرة على المعدن النفيس

تلعب عدة عوامل دورًا في تحديد اتجاهات أسعار الذهب، من بينها التوترات الدولية، وتذبذبات مستمرة في سوق العملات وضعف الدولار الأميركي بسبب توقعات خفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، تتحرك أسعار المعدن الأصفر في فلك متوازن نسبيًا مع تغير المعطيات الاقتصادية والجيوسياسية. وفي غياب استقرار سياسي وتجاري عالمي، يبقى الذهب الخيار الآمن والمفضل لدى المستثمرين، مما يدفع أسعاره للتقلب باستمرار.