البحث عن البهجة المفقودة في صالونات التجميل.. كيف أثر التضخم على طقوس احتفالات النساء بليلة العيد؟

في ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة، تغيرت طقوس احتفال النساء بليلة العيد، وأصبح البحث عن البدائل الاقتصادية ضرورة للتعامل مع موجات التضخم التي طالت كل شيء. بداية من تجهيزات صالونات التجميل وحتى البحث عن وسائل بسيطة للحفاظ على بهجة هذه المناسبة، تعيش النساء تجربة فريدة بين الأعباء المالية والمحافظة على طقوس مميزة يشعرن من خلالها بفرحة العيد. هذه الفرحة القديمة التي اعتادت النساء أن يستمتعن بها في “الكوافير” أصبحت تتلاشى تدريجياً تحت وطأة الغلاء.

البحث عن فرحة مفقودة في صالونات التجميل

صالونات التجميل كانت ملاذًا للنساء لاستعادة البهجة والاستعداد للعيد بشكل مميز، ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تغيرا جذريًا في واقع هذه الصالونات. أصبحت فرحة العيد لدى النساء مقرونة بحسابات دقيقة لتكاليف الصبغات، الاستشوار، وخدمات أخرى كان يُنظر إليها كجزء لا يتجزأ من الطقوس الاحتفالية. مع ارتفاع أسعار مستلزمات التجميل بشكل غير مسبوق، اضطرت الكثيرات للبحث عن بدائل أقل تكلفة لتلبية احتياجاتهن الجمالية، حتى وإن أدى ذلك لتقليص جزء من فرحة هذه الطقوس.

ارتفاع أسعار خدمات “الكوافير”

بحسب خبراء في السوق، شهدت أسعار خدمات “الكوافير” زيادة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، حيث تضاعفت تكاليف صبغات الشعر وأدوات التجميل المستوردة عدة مرات. في المناطق الشعبية، يتراوح سعر الصبغة بين 400 و600 جنيه، بينما تصل في المناطق الراقية إلى 1500 جنيه. أما خدمات تصفيف الشعر بالبروتين، فقد أصبحت تكلفتها تتراوح بين 1000 جنيه و3500 جنيه وفقًا للمناطق. كما أن صالونات الرجال شهدت بدورها ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار، لكن الإقبال عليها لا يزال أعلى بالمقارنة مع صالونات السيدات.

قصص من قلب “الكوافير”

تجارب النساء في صالونات التجميل تكشف حجم الضغوط الاقتصادية التي واجهنها، مثل تجربة فاتن محمود التي اعتادت الاحتفال بليلة العيد في صالون التجميل، لكن صدمة الأسعار جعلتها تقرر الاكتفاء بالاحتياجات الضرورية فقط. قصتها ليست استثناء، فالكثيرات مثلها اضطررن للتخلي عن طقوسهن المعتادة، مقابل توفير جزء من النفقات. وبحسب أصحاب الصالونات، فإن تراجع الإقبال على الخدمات وصل إلى نسبة تتجاوز 50% بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار.

العودة إلى البدائل التقليدية

في مواجهة هذه الضغوط الاقتصادية، اتجهت الكثيرات للبحث عن بدائل مثل الحنة والوصفات الطبيعية، ففي الأحياء الشعبية تجد النساء يجلسن في منازلهن لتحضير خليط بسيط من الحنة لتلوين الشعر، بتكلفة لا تتعدى 30 جنيهًا، عوضًا عن الذهاب للكوافير. هذه البدائل أصبحت خيارًا شائعًا، ليس فقط بسبب قلة التكلفة، ولكن أيضًا كوسيلة للحفاظ على عادات العيد، حتى وإن كانت ببساطة تقنيات منزلية.

أرقام تكشف عمق الأزمة

الخدمة السعر (جنيه)
خدمة الصبغة المناطق الشعبية 400 – 600
خدمة تصفيف بالبروتين المناطق المتوسطة 1500 – 2000
الصبغة المناطق الراقية 1000 – 1500

تشير البيانات إلى ارتفاع في أسعار مستحضرات التجميل والخدمات المرتبطة بها بنسب تصل إلى 40% خلال السنوات الأخيرة، مما أثر بشكل كبير على قدرة النساء على اعتماد تلك الخدمات كما اعتدن، وأجبر ذلك العديد منهن على إعادة ترتيب الأولويات.

التحديات التي تواجه أصحاب الصالونات

أصحاب صالونات التجميل أنفسهم يتحملون أعباء تضاعف تكاليف المواد الخام والإيجارات وفواتير الكهرباء، مما يجعل استمرارهم في تقديم الخدمات تحديًا كبيرًا. وبين ارتفاع الأسعار وتراجع الإقبال، يجد أصحاب الصالونات أنفسهم أمام صراع يومي يهدد استمرارهم في السوق.