«تراجع ملحوظ» الذهب ينخفض عن أعلى مستوى بأربع أسابيع مع صعود الدولار

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا يوم الثلاثاء لتتراجع عن أعلى مستوياتها خلال 4 أسابيع تقريبًا، حيث أسهم الارتفاع الطفيف في الدولار في الضغط على المعدن الأصفر، رغم استمرار الشكوك حول الاتفاقيات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما جعل المستثمرين يتخذون موقفًا حذرًا، حيث بقيت حالة عدم الاستقرار تلعب دورًا رئيسيًا في الحد من تراجع الأسعار.

أسعار الذهب وتقلباتها الأخيرة

انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5 بالمئة ليصل إلى 3362.57 دولار للأوقية في التعاملات المبكرة، بعد أن بلغ أعلى مستوياته منذ أوائل مايو في وقت سابق، كما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنسبة 0.3 بالمئة لتصل إلى 3386.60 دولار، وهو ما يعكس تذبذب الأسعار بشكل كبير على مدار الفترة الماضية، وسجل المعدن الأصفر ارتفاعًا قويًا بنسبة 2.7 بالمئة في الجلسة السابقة؛ ما يعكس تقلباته اليومية الحادة التي تشكل تحديًا كبيرًا للمستثمرين.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب

صرح برايان لان، المدير الإداري لشركة «غولد سيلفر سنترال»، بأن تعافي الدولار كان أحد العوامل الرئيسية التي دفعت الذهب إلى الانخفاض، حيث يرتفع الدولار في المعتاد عندما يتراجع الذهب والعكس صحيح، بالإضافة إلى ذلك، لا تزال تطورات التجارة العالمية تلعب دورًا محوريًا في تحديد توجهات السوق، فعلى الرغم من تراجع المستثمرين عن الذهب قليلًا، إلا أن مستويات البيع لم تصل لما كانت عليه خلال أوقات شهدت استقرارًا نسبيًا في الحروب التجارية.

الذهب وتطورات التجارة العالمية

تظل التجارة العالمية عنصرًا رئيسيًا في أداء الذهب، خاصة وسط التوترات المستديمة بين الولايات المتحدة والصين، حيث أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ قد يتحدثان هذا الأسبوع بشأن القضايا التجارية العالقة، ويتزامن هذا مع تصعيد جديد يتمثل في مضاعفة الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات الصلب والألومنيوم إلى 50 بالمئة، الأمر الذي جعل الأسواق مضطربة بشكل كبير.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

لم يكن الذهب المعدن النفيس الوحيد الذي شهد تغييرات في الأسعار، حيث انخفض سعر الفضة بنسبة 1.9 بالمئة ليصل إلى 34.12 دولار للأوقية، كما سجل البلاتين ارتفاعًا محدودًا بنسبة 0.1 بالمئة ليصل إلى 1064.66 دولار للأوقية، فيما تراجع البلاديوم بشكل طفيف هو الآخر بنسبة 0.1 بالمئة ليصل إلى 986.10 دولار، وتعكس هذه التغيرات حالة عدم اليقين وأثرها الواضح على سوق المعادن النفيسة بشكل عام.

الذهب كملاذ آمن للمستثمرين

رغم حالة التراجع الأخيرة في أسعار الذهب، إلا أنه لا يزال يُعتبر الخيار الآمن للعديد من المستثمرين، ولا سيما خلال الفترات المضطربة اقتصاديًا وسياسيًا، حيث تلقي الحروب التجارية والمخاطر الجيوسياسية بظلالها على الأسواق العالمية وتخلق بيئة متقلبة للغاية، ويتطلع المتداولون لمعرفة اتجاهات الأسعار في المستقبل القريب لاغتنام الفرص المتاحة في ظل هذه الظروف الضبابية.