«ارتفاع جديد» الذهب يزداد بريقًا مع تراجع الدولار وزيادة التوترات العالمية

سجل سعر الذهب تحركات ملحوظة مؤخرًا، حيث استقر سعر الأونصة قرب مستوى 3,390 دولارًا، بعد ارتفاع ملحوظ بنسبة 2.8%، ويأتي ذلك بالتزامن مع تراجع الدولار وزيادة الإقبال على الملاذات الآمنة بفعل الأوضاع التجارية والجيوسياسية المتوترة، الأمر الذي عزز جاذبية الذهب بشكل كبير خلال هذه الفترة، ما يجعله محط اهتمام المستثمرين والمحللين.

أسعار الذهب تدعمها التوترات الجيوسياسية

استمرار تصاعد التوترات بين القوى الاقتصادية الكبرى كان له تأثير مباشر على أسعار الذهب، وخصوصًا مع احتدام الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إذ وجهت الصين اتهامات بانتهاك الولايات المتحدة الاتفاقات التجارية، وهددت باتخاذ إجراءات مضادة لحماية مصالحها، وأشارت التقارير إلى أن القادة قد يهدفون لعقد محادثات خلال الفترة القادمة لاحتواء هذه الأزمة، كما أن الحرب الروسية الأوكرانية تزيد من حالة عدم اليقين، ما يرفع الطلب على الذهب كملاذ آمن.

انخفاض الدولار يدعم صعود الذهب

شهد الدولار تراجعًا إلى أدنى مستوياته منذ عام 2023، نتيجة الضغوط المتصاعدة من السياسات الاقتصادية الأمريكية وعدم إحراز تقدم في الاتفاقات التجارية مع الصين والاتحاد الأوروبي، الأمر الذي أدى إلى تعزيز جاذبية الذهب بشكل كبير في أعين المستثمرين، الذين يبحثون عن أصول أكثر أمانًا، ويترافق هذا التراجع مع انحسار التفاؤل بشأن حلحلة النزاعات التجارية، ما دعم بدوره ارتفاع المعدن الأصفر.

ارتفاع الذهب بنسبة 25% منذ بداية العام

على الرغم من التقلبات الأخيرة، إلا أن الذهب سجل أداءً قويًا بارتفاع بلغت نسبته أكثر من 25% منذ بداية العام، مما يعزز مكانته كأداة تحوط فعالة في مواجهة التضخم والمخاطر الاقتصادية، ووفقًا لتقرير غولدمان ساكس، يُتوقع أن يحافظ الذهب على مكانته في المحافظ الاستثمارية طويلة الأجل إلى جانب النفط، وقد سجل سعر الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 0.2% ليبلغ 3,389.61 دولارًا للأونصة في التعاملات الأخيرة.

توقعات سوق العمل الأمريكية وتأثيرها على الذهب

تتجه أنظار الأسواق العالمية إلى البيانات القادمة من سوق العمل الأمريكي، حيث يتوقع المحللون أن تلعب نتائج تقرير الوظائف لشهر مايو دورًا هامًا في تحديد السياسات النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، ويزداد الحديث عن احتمالية خفض أسعار الفائدة، وهو عامل إيجابي لصالح الذهب، كونه أصلًا لا يدرّ عائدًا ولكنه يوفر الأمان في ظل التقلبات الاقتصادية.

تغيرات أسعار المعادن النفيسة الأخرى

إلى جانب الذهب، سجلت المعادن النفيسة الأخرى تحركات مختلفة، حيث استقرت الفضة عند أعلى مستوياتها منذ أكتوبر الماضي، في حين شهد البلاتين ارتفاعًا طفيفًا، أما البلاديوم، فقد بقي دون تغييرات ملحوظة، ومن الواضح أن سوق المعادن الثمينة يشهد زخمًا مدفوعًا بالعوامل الجيوسياسية والاقتصادية.