«قفزة تاريخية» أسعار الذهب ترتفع 82 دولارًا وسط تصاعد التوترات عالميًا

قفزت أسعار الذهب بشكل ملحوظ خلال نهاية تعاملات اليوم الإثنين 2 يونيو/حزيران 2025، حيث ارتفعت بمقدار 82 دولارًا للأوقية، مما ساهم في تعويض الخسائر التي شهدتها السوق الأسبوع الماضي، ويأتي هذا الارتفاع بالتزامن مع انخفاض مؤشر الدولار والاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية التي دفعت المستثمرين للبحث عن استثمارات آمنة مثل الذهب.

أسعار الذهب اليوم

شهدت أسعار الذهب ارتفاعات ملحوظة في ختام الجلسة، حيث صعدت العقود الآجلة لمعدن الذهب تسليم أغسطس بنسبة 2.5%، بما يعادل 81.8 دولارًا للأوقية، لتصل إلى مستوى 3397.2 دولارًا، كما ارتفعت عقود التسليم الفوري للذهب بنسبة 2.53% عند نفس السعر، وفقًا لبيانات منصة الطاقة، إلى جانب ذلك سجلت السلع الثمينة الأخرى مثل الفضة والبلاديوم والبلاتين أيضًا زيادات متفاوتة، إذ صعدت الفضة بنسبة 4.76%، لتصل إلى 34.55 دولارًا للأوقية، وحقق البلاديوم مكاسب بنسبة 1.6% ليصل إلى 989.66 دولارًا، في حين ارتفع البلاتين بنسبة 0.58% ليسجل 1063.95 دولارًا.

تحليل أسعار الذهب

أشار كبير محللي السوق في شركة “كيه سي إم تريد”، تيم ووتر، إلى أن الاضطرابات الجيوسياسية والمخاوف الاقتصادية، ولا سيما الأزمة بين أوكرانيا وروسيا، هي الدافع الأساسي وراء ارتفاع أسعار الذهب، وأضاف ووتر أن انخفاض مؤشرات الأسهم العالمية، بالإضافة إلى تراجع الدولار الأمريكي بنسبة 0.5% ليصل إلى 98.83 نقطة، وفّر الدعم اللازم لانتعاش الذهب كملاذ آمن؛ وذكر تحليل ووتر أن تزايد الرسوم الجمركية التي هدد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المعادن الأساسية قد يؤدي إلى رفع الأسعار عالميًا، مما يزيد من الطلب على الذهب.

أهمية الذهب في ضوء المتغيرات الجيوسياسية

وسط الأزمات الاقتصادية والسياسية المتزايدة، يظل الذهب محور الاهتمام كمخزن للقيمة ووسيلة للتحوط ضد تقلبات الأسواق، حيث أدى تصعيد التوترات بين الولايات المتحدة وأوروبا من جهة، إلى جانب تعقيد العلاقات التجارية مع الصين من جهة أخرى، إلى زيادة حالة عدم اليقين لدى المستثمرين، كما أن تلميحات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بأن تخفيضات محتملة في أسعار الفائدة مستقبلاً قد تسهم في بيئة اقتصادية مواتية للذهب.

توقعات أسعار الذهب

بناءً على القراءات الحالية وتوقعات المحللين، يُرجح أن تواصل أسعار الذهب ارتفاعها على المدى القريب، خاصة إذا استمرت التوترات الجيوسياسية بين الدول الكبرى دون حلول واضحة، إضافة إلى ذلك، يبقى التناغم بين قرارات الفيدرالي الأمريكي وأسعار الفائدة المحتملة أحد العوامل الرئيسية التي تحدد اتجاه السوق، حيث يُعتبر الذهب ملاذًا مثاليًا في فترات انخفاض أسعار الفائدة، وقد أظهرت الأسواق بالفعل رد فعل إيجابي تجاه الإشاعات حول محادثات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ لحل القضايا التجارية.

تقرير موجز عن أداء المعادن الأساسية