أوبك+ يرفع إنتاج النفط 411 ألف برميل يوميًا.. ما تأثير ذلك على مصر؟

قرر تحالف “أوبك+” رفع إنتاج النفط بمقدار 411 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من يوليو، وهو التحرك الثالث على التوالي لزيادة الإنتاج، مستهدفًا إعادة السوق النفطية إلى مستوياتها الطبيعية بعد تراجعها سابقًا، يعكس هذا القرار دور التحالف، خاصة الدول الرئيسية كالسعودية، في تحقيق توازن الأسواق النفطية العالمية، كما يبرز تأثيره على الدول المستوردة، ومن بينها مصر.

أوبك+ وزيادة إنتاج النفط

يأخذ تحالف “أوبك+” خطوات حاسمة من خلال استراتيجية جديدة قائمة على زيادة إنتاج النفط بمقدار 411 ألف برميل يوميًا للمرة الثالثة على التوالي، وفقًا لتأكيدات الخبراء، من بينهم أستاذ هندسة البترول الدكتور رمضان أبو العلا، تُظهر هذه الاستراتيجية تحولًا ملحوظًا في نهج التحالف الذي كان سابقًا يعتمد على تقليل الإنتاج لدعم الأسعار، تهدف هذه الزيادة إلى تحسين توازن الأسواق النفطية التي تأثرت بحالة تباطؤ الطلب العالمي، وأرجع الخبراء هذا التحرك إلى الأحداث الاقتصادية مثل سياسات الرسوم الجمركية العالمية وتذبذب الأسعار الناتج عن الأزمات التجارية.

تأثير زيادة الإنتاج على أسعار النفط

شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا خلال أبريل الماضي عند أقل من 60 دولارًا للبرميل عقب إعلان التحالف زيادة الإنتاج، قبل أن تستعيد العقود الآجلة انتعاشها ليصل سعر برميل خام برنت إلى 65 دولارًا تقريبًا في لندن، ويتوقع الخبراء، بما فيهم بنك جولدمان ساكس، أنه رغم التحركات لخفض الأسعار وزيادة الإنتاج، سيبقى متوسط سعر خام برنت عند 63 دولارًا خلال العام المتبقي، وقد تتراجع مستقبلاً إلى مستويات أقل إذا استمرت “أوبك+” في التخلص من تخفيضاتها الطوعية، قيم الأسعار المستقبلية المتوقعة تشير إلى وصول البرميل بين 40 و49 دولارًا بحلول عام 2026، وفقًا لتوجهات التحالف.

كيف يؤثر قرار أوبك+ على مصر؟

كون مصر دولة مستوردة للنفط يجعلها مستفيدة بشكل مباشر من انخفاض أسعار الخام بفضل قرار “أوبك+” المتعلق برفع الإنتاج، توقع الخبير النفطي، الدكتور رمضان أبو العلا، أن تحصل مصر على مليارات الدولارات كفوائض مالية حال استمرار انخفاض أسعار النفط، هذا سيخفف أعباء الموازنة العامة بشكل كبير خاصة مع خطط الحكومة الحالية لرفع الدعم تدريجيًا عن الوقود كالديزل والبنزين للوصول إلى تغطية التكاليف بالكامل بحلول 2025، تشير الموازنة الجديدة لمصر إلى تخصيص 75.03 مليار جنيه لدعم المنتجات البترولية بانخفاض يقارب 51.4% عن العام السابق، بينما ارتفعت قيمة مشتريات الحكومة من الوقود والزيوت بزيادة نسبتها 19.2%، مما يعزز وضع مصر الاقتصادي.

انعكاس زيادة الإنتاج على الدول المستوردة

زيادة إنتاج النفط من قبل “أوبك+” قد تخدم الدول المستوردة بدرجة كبيرة، إذ يؤدي انخفاض الأسعار المرتقب إلى زيادة واردات هذه الدول مع تقليل تكاليف استيراد النفط وضبط موازناتها المالية، بفضل تراجع الأسعار ستكون الحكومات قادرة على توجيه وفوراتها نحو قطاعات اقتصادية أخرى مثل التعليم والصحة، كما سيؤدي ذلك إلى تحفيز كل من القطاعين الصناعي واللوجستي عالميًا ومحليًا، مما يعزز النشاط الاقتصادي عمومًا.