رئيس بلدية إسطنبول يصرح بعد اعتقاله: لا يمكنكم ولا يجوز لكم أن تفرضوا الصمت

ألقت السلطات التركية القبض على رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بتهم تتعلق بالفساد ودعم جماعة إرهابية، وهي خطوة أثارت ضجة واسعة في الأوساط السياسية والشعبية داخل تركيا. يُعد إمام أوغلو أحد أبرز شخصيات المعارضة التركية، مما دفع حزب الشعب الجمهوري إلى وصف هذه الخطوة بأنها «محاولة لإقصاء الرئيس المقبل»، وهو ما أثار موجة احتجاجات عارمة.

دعوة أكرم إمام أوغلو لمواجهة الظلم

أكرم إمام أوغلو وجه رسالة قوية عبر منصة «إكس» بعد اعتقاله، داعياً للوقوف ضد ما وصفه بالظلم. أكد في رسالته أن الأمر أكبر من الأحزاب السياسية ويتعلق بمصير الأمة التركية بأكملها. كتب قائلاً: «لا يُمكنكم، ولا يجوز لكم، أن تلزموا الصمت»، مشدداً على أهمية أن يتحرك أعضاء الحزب الحاكم والقضاء للتصدي للأوضاع الحالية. تأتي هذه الدعوة في ظل مناخ سياسي متوتر في تركيا، حيث زادت الضغوط على المعارضة مع اقتراب الانتخابات.

تأثير الأزمة على الاقتصاد التركي

على صعيد الاقتصاد، سجلت بورصة إسطنبول انخفاضاً كبيراً بنسبة 6.9%، ما يعكس حجم القلق في الأسواق بعد اعتقال إمام أوغلو. بالإضافة إلى ذلك، شهدت الليرة التركية تراجعاً غير مسبوق أمام العملات الأجنبية. فقد انخفضت بنسبة 0.8% أمام اليورو، ووصلت إلى أدنى مستوياتها التاريخية، كما تراجعت بأكثر من 5% مقابل الدولار الأمريكي. هذا الهبوط الحاد يبرز مدى تأثير الأزمة السياسية على الاقتصاد التركي، ويثير تساؤلات حول قدرة البلاد على التعافي.

احتجاجات تعم المدن التركية

الاعتقال أثار موجة غضب في صفوف المواطنين، حيث شهدت مختلف المدن التركية مظاهرات احتجاجاً على هذا الإجراء. يعتبر إمام أوغلو رمزاً للمعارضة ورجلًا يتحدى الحكومة الحالية، مما جعل تحركات السلطات ضده ذات تأثير عميق على الشارع التركي. يرى البعض أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى زيادة الانقسام السياسي في البلاد، بينما يعتبرها آخرون بداية لتحول سياسي هام في المستقبل القريب.

احتدام الأزمة السياسية يطرح تساؤلات عن مستقبل تركيا، وخاصة في ظل تأثيرها المباشر على الاقتصاد واستمرار الاحتقان الشعبي.