«تراجع جديد» الذهب ينخفض عالميًا لليوم الثاني فهل فقد بريقه للأبد

يتراجع سعر الذهب عالميًا مستمرًا لليوم الثاني على التوالي، ما يثير تساؤلات حول توجهات السوق ومستقبل المعدن النفيس، حيث تغيرت شهية المستثمرين تجاه المخاطرة بفعل تطورات اقتصادية جديدة أبرزها إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول تأجيل الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي، مما جعل الذهب يفقد بعضًا من جاذبيته كملاذ آمن في ظل هذه التطورات.

سعر الذهب عالميًا

شهد سعر الذهب انخفاضًا ملموسًا بالأسواق العالمية، مسجلًا تراجعًا بنسبة 1.4%؛ إذ وصل سعر الأونصة الفورية إلى 3,296.79 دولارًا، فيما هبطت العقود الآجلة بنسبة 2.1% لتبلغ 3,296.10 دولارًا، ويُرجع الخبراء هذا الانخفاض إلى تأثير قرارات ومواقف اقتصادية دولية مثل التأجيل في فرض الرسوم الجمركية وتأثيرها على معنويات الأسواق، إضافة إلى إعطاء خيارات أخرى للمستثمرين لتعزيز أرباحهم بعيدًا عن الذهب.

المؤشرات الاقتصادية الأمريكية وتأثيرها على الذهب

تشير أحدث المؤشرات الاقتصادية إلى ارتفاع ملحوظ في ثقة المستهلك الأمريكي، حيث بلغت 98.0 نقطة بزيادة قُدرت بـ12 نقطة مقارنة بالتوقعات السابقة، وقد جاء هذا النمو مدعومًا بقرار التخلي عن الرسوم الجمركية الجديدة مما ساعد على تهدئة الأوضاع الاقتصادية وزيادة توقعات إيجابية للمستثمرين في الاقتصاد الأمريكي، الأمر الذي أثر سلبًا على جاذبية الذهب كاستثمار على المدى القصير.

المفاوضات التجارية وتأثيرها على الذهب

أضفت المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تأثيرًا إيجابيًا على التوترات الاقتصادية، حيث أكد مسؤولون في الاتحاد الأوروبي أن المحادثات الأخيرة بين الطرفين نجحت في النأي بعلاقاتهم الاقتصادية عن فرض رسوم مرتفعة على الواردات، هذه التهدئة أثرت على استثمارات الذهب الذي يتأثر دائمًا برؤية الأسواق للعلاقات الاقتصادية الدولية ومستويات الاستقرار المالي.

تأثير الدولار والسياسات النقدية على سعر الذهب

شهد الدولار الأمريكي نموًا ملموسًا مؤخرًا، ما انعكس على أسعار الذهب الذي يتحرك في كثير من الأحيان عكسيًا مع العملة، ومن جانب آخر فإن الترقب بشأن السياسات النقدية الأمريكية وبالأخص توجهات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة يؤثر بشكل ملموس على السوق، حيث تدعو توجهات الفيدرالي الأخيرة إلى الانتظار والتأنّي في رفع أسعار الفائدة ما قد يدعم الذهب مستقبليًا إذا ما اتجهت السياسات نحو تسهيل مالي أكبر.

التوقعات المستقبلية بشأن أسعار الذهب

رغم التراجعات الحالية، لا تزال العديد من الآراء تؤكد أن الذهب سيعود للتألق مدفوعًا بتغير السياسات النقدية العالمية واستعادة السوق لرؤيتها الإيجابية تجاه الذهب كملاذ آمن، فمع إمكانية خفض الفيدرالي للفائدة مستقبلًا قد تزداد الضغوط على العملات العالمية مما يعزز طلب المستثمرين على الذهب مرة أخرى؛ لذا فإن مستقبل المعدن النفيس لا يزال يحمل الكثير من الحذر والترقب.