«انخفاض مستمر» أسعار الذهب تتراجع بشكل ملحوظ مع كل تقرير اقتصادي جديد

مع دخول الأسواق المالية العالمية منعطفًا جديدًا اليوم، شهدت التغيرات الاقتصادية تأثيرًا واضحًا بسبب صدور البيانات الاقتصادية الرئيسية، ومن أبرز هذه المتغيرات أداء مؤشر ثقة المستهلك الذي سجّل ارتفاعًا حادًا، مما يعكس ديناميكية الاقتصاد العالمي ويثير العديد من التساؤلات حول مساره المستقبلي.

مؤشر ثقة المستهلك

شهد مؤشر ثقة المستهلك قفزة كبيرة ليصل إلى 98 في مايو، وهو أعلى بكثير من متوسط توقعات الخبراء الاقتصاديين البالغ 87، كما يتفوق على القراءة المعدلة لشهر أبريل والتي كانت 85.7، وقد أوضح مجلس المؤتمر أن هذا الارتفاع القوي جاء مدفوعًا بتحسن مؤشر الوضع الراهن الذي يقيم بيئة سوق العمل والأعمال، حيث ارتفع بمقدار 4.8 نقطة ليصل إلى 135.9، بينما سجل مؤشر التوقعات ارتفاعًا ملحوظًا بمقدار 17.4 نقطة ليُسجل 72.8، ورغم هذا التحسن، يبقى المؤشر أقل من مستوى الثمانين الذي عادة ما يشير إلى خطر الركود الاقتصادي.

انخفاض في قطاع التصنيع مع إشارات إيجابية

أظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية انخفاض طلبات السلع المعمرة بنسبة 6.3% خلال أبريل، بعد زيادة كبيرة في مارس بنسبة 7.5%، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض أعمق بنسبة 7.6%، وبالرغم من هذا الانخفاض الكلي، فإن قطاع السلع المعمرة الأساسي (باستثناء النقل المتقلب) شهد زيادة طفيفة بنسبة 0.2%، وكانت التوقعات تشير لانخفاض طفيف بنسبة 0.1%، أما الطلبات على السلع الرأسمالية غير الدفاعية باستثناء الطائرات فقد تراجعت بنسبة ملحوظة بلغت 1.3% مقارنة بزيادة 0.3% في مارس، بينما توقع المحللون انخفاضًا أضعف بنسبة 0.1% فقط.

تطورات الأسواق المالية العالمية والبورصة

واصلت الأسواق المالية عرض التفاؤل الحذر، حيث ارتفعت الأسهم الأوروبية بنحو 1%، ومن المتوقع أن تحقق مؤشرات الأسهم الأمريكية ارتفاعًا بنسبة 1% إضافية بعد عطلة يوم الذكرى، في المقابل، شهد سوق السندات انخفاضًا في العائد على سندات الحكومة الأمريكية لمدة 10 سنوات ليصل إلى 4.47%، مما يشير إلى استمرار توجه الأموال نحو الملاذات الآمنة في ظل الحذر تجاه المخاطر الاقتصادية، وقد ذكر محللو أداة CME FedWatch أن احتمالية خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة في اجتماعات يونيو ضئيلة جدًا بنسبة 2.1% فقط؛ ومع ذلك، يتوقع السوق احتمالات أعلى بنسبة 24.4% لتخفيضها خلال اجتماع يوليو المقبل.

أسواق العملات وأرقام التضخم الأوروبية

تعرض اليورو لضغوط ملحوظة بعد أن أظهرت بيانات من فرنسا تراجعًا كبيرًا في نمو أسعار المستهلكين لشهر مايو، مع تباطؤ التضخم السنوي ليصل إلى 0.6% مقارنة بـ0.9% الشهر السابق، وانخفض التضخم الشهري بنسبة 0.2% بعد زيادة بلغت 0.7% في أبريل، وهو ما يشير إلى احتمالات بتوجه البنك المركزي الأوروبي لتخفيف السياسة النقدية قريبًا، وقد أبدى عدد من المسؤولين في البنك وجهات نظر متباينة حول خفض أسعار الفائدة، حيث لوح البعض بإمكانية خفضها لدفع النمو الاقتصادي، بينما رأى آخرون أن التوقيت غير مناسب في الوقت الحالي، معبرين عن الحاجة إلى بيانات إضافية لتحديد القرار النهائي المتوقع اتخاذه في سبتمبر.

التضخم وسياسته النقدية في منطقة اليورو

سيكون الأسبوع الجاري حافلاً بالبيانات الأوروبية التي تشمل الأرقام الأولية للتضخم من ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا، إلى جانب منطقة اليورو ككل، وستكون لهذا الدور الحاسم في قرارات البنك المركزي الأوروبي المتعلقة بتعديل أسعار الفائدة في يونيو المقبل، وتتجه الأنظار إلى إمكانية اتخاذ سياسات نقدية تخفيفية لتعزيز استقرار الاقتصادات الأوروبية.