«شهادات صادمة» معتقلو غزة يكشفون وقائع الانتهاكات داخل سجون الاحتلال

لا تزال معاناة معتقلي غزة في سجون الاحتلال الإسرائيلي تتصدر المشهد الإنساني المأساوي، حيث يواجهون أصعب الظروف الاعتقالية والتعذيب الممنهج بهدف سلبهم إنسانيتهم وإذلالهم جسدياً ونفسياً، وقد أكدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني هذه الممارسات، مشيرين إلى أن معسكرات مثل “سديه تيمان” و”عوفر” تمثل مثالاً حياً على استمرار هذه الجرائم الشنيعة.

معتقلو غزة في سجون الاحتلال

في تقارير حديثة، سلطت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الضوء على الظروف غير الإنسانية التي يعيشها معتقلو غزة في معسكرات وسجون الاحتلال، حيث كشفت عن زيارات ميدانية إلى المعتقلين في معسكري “سديه تيمان” و”عوفر”، هذه الزيارات أكدت استمرار الاحتلال في استخدام التعذيب الممنهج وظروف الاحتجاز التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والمعايير الحقوقية العالمية.

معاناة الأسرى أثناء التحقيق والاحتجاز

وفق إفادات المعتقلين التي تم جمعها خلال تلك الزيارات، أظهرت شهاداتهم أن الظروف التي مروا بها في بداية الاعتقال هي من أقسى الفترات التي عاشوها، إذ تشمل هذه المرحلة استخدام أساليب تعذيب جسدي ونفسي مثل الضرب والتحقيق المطول الذي قد يستمر لعدة ساعات متواصلة دون توقف، كما أن ما يُعرف بـ”تحقيق الديسكو” يعد أحد الأساليب العنيفة المستخدمة، حيث يتم استجواب المعتقل على فترات تمتد لساعات طويلة تحت ضغوط نفسية شديدة.

الظروف الاعتقالية المهينة

يتعرض معتقلو غزة للاحتجاز في ظروف مأساوية تهدف إلى إذلالهم بشكل منهجي، وفق ما أشار المعتقلون أنفسهم، حيث يفيدون بأنهم يقطنون في “بركسات” مكتظة يفوق استيعابها الطبيعي، كما يمنعون من التفاعل والحديث، وتُفرض عليهم قيود مشددة تزيد من معاناتهم، إضافة إلى ذلك، يتم توثيق كاميرات المراقبة لكل خطواتهم وتصرفاتهم اليومية، مما يفاقم شعورهم بالعجز والخوف المستمر.

تفاصيل شهادات الأسرى

أفادت إفادات جمعها المعتقلون أنهم يعانون من حرمان من أبسط الحقوق الأساسية، مثل الاستحمام الذي يتم تحديده بدقيقتين فقط، بينما يضطر المعتقلون لمشاركة المناشف بشكل جماعي، ما يؤدي إلى ظروف بيئية وصحية متهالكة، كما أشار بعضهم إلى أنهم يقضون أسابيع أو حتى أشهر في نفس الملابس دون تغيير، ما يعكس الإهمال المتعمد من قبل الاحتلال في تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية للأسرى.

الجرائم الممنهجة داخل السجون

تمثل ممارسات الاحتلال بحق معتقلي غزة من تعذيب جسدي ونفسي ومنع الحقوق الأساسية نهجاً يعزز سياسة العقاب الجماعي والإبادة الديموغرافية التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، هذه السياسات لا تنحصر فقط في السجون وإنما تشمل كذلك استهداف حياة المعتقلين بشكل مستمر، إذ بلغ عدد شهداء معتقلي غزة في السجون بعد العدوان الأخير 44 معتقلاً من بين 70 أسيراً استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي أو التعذيب العنيف.

إحصائيات معتقلي غزة في السجون

تشير آخر الإحصائيات إلى أن عدد معتقلي غزة المصنفين كمقاتلين غير شرعيين وفق تعريف سلطات الاحتلال يبلغ 1846 معتقلاً، وهذا الرقم لا يمثل الصورة الكاملة، حيث أن العديد من المعتقلين الآخرين ما زالوا مخفيين قسراً داخل معسكرات الاحتلال، مما يجعل فرصة توثيق واستخلاص المعلومات حول مصيرهم مهمة صعبة ولكنها مليئة بالتحديات.

الظروف الاحتجازية وحقوق الإنسان

من الواضح أن ما يتعرض له معتقلو غزة في سجون الاحتلال ليس إلا انعكاساً لسياسات ممنهجة تهدف إلى تدمير كرامة الإنسان الفلسطيني وإخضاعه، هذه الممارسات ليست اختيارات فردية بل تعد استراتيجية تنفذها أجهزة الاحتلال بشكل صارم، وهو ما يتطلب جهوداً حثيثة من قبل منظمات حقوق الإنسان لإبراز حجم هذه الانتهاكات أمام المجتمع الدولي.