«تراجع مثير» الذهب ينخفض بسبب قوة الدولار وأزمات الاقتصاد الأمريكي

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات الثلاثاء متأثرة بتعافي مؤشر الدولار مقابل العملات الأخرى، حيث فضل المستثمرون الحذر وسط حالة من الترقب لمسار أسعار الفائدة، إضافة إلى المخاوف التي أثيرت حول الأوضاع المالية للولايات المتحدة مع اقتراب موعد إصدار بيانات اقتصادية أمريكية بارزة على المستوى المحلي والدولي.

تراجع أسعار الذهب وتأثير الدولار

انخفض الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.5% ليصل إلى 3325.99 دولار للأوقية، فيما تراجعت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة 1.2% لتسجل 3325.70 دولار، ويأتي هذا التراجع بعد أن كانت الأسواق في الولايات المتحدة ولندن مغلقة يوم الاثنين بسبب عطلة رسمية، ورغم عودة التداولات، يستمر الضغط بفعل تعافي الدولار الذي يجعل الذهب أقل جاذبية للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.

دور المخاوف المالية في دعم أسعار الذهب

المخاوف بشأن اتساع العجز في الموازنة الأمريكية لا تزال تمثل عاملًا مهمًا يدعم أسعار الذهب، ومع إعلان مجلس النواب الأسبوع الماضي عن إقرار مشروع قانون الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب لتخفيض الضرائب الذي يتوقع أن يضيف نحو 3.8 تريليون دولار إلى ديون الحكومة الاتحادية البالغة 36.2 تريليون دولار خلال العقد المقبل، تنامت الشكوك حول إمكانية استقرار الوضع المالي الأمريكي.

تهديدات تجارية وتأثيرها على الأسواق

في سياق متصل، جاء تراجع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن تطبيق رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي كخطوة وُصفت بالمهادنة في إطار المفاوضات الثنائية، حيث منح فرصة جديدة للمحادثات التي تنتهي بحلول التاسع من يوليو/تموز القادم، وقد أعطت هذه المستجدات إشارات على احتمال وجود تحولات قادمة في السياسة التجارية بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.

ترقب المستثمرين لأسعار الفائدة

يترقب المستثمرون هذا الأسبوع تصريحات كبار صانعي السياسات في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لمعرفة ما يمكن أن يقوم به البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة، وتشير التوقعات إلى أن خفض أسعار الفائدة قد يعود بحلول شهر سبتمبر/أيلول المقبل، ويصب تركيز المستثمرين بشكل خاص على مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي المتوقع صدوره يوم الجمعة، حيث يُعد هذا المؤشر دليلًا مهمًا لتوجهات السياسة النقدية المستقبلية.

تراجع أسعار المعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر التراجع على الذهب وحده، بل امتد ليشمل المعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة، التي انخفضت بنسبة 0.7% لتصل إلى 33.12 دولار للأوقية، كما انخفض البلاتين بنسبة 0.6% مسجلًا 1078.68 دولار، أما البلاديوم فقد هبط بنسبة 0.8% ليستقر عند 979.50 دولار، مما يُبرز التأثيرات الملحوظة لتحركات الدولار والسياسات الاقتصادية الأمريكية على قطاع المعادن.