تراجع أسعار الذهب.. خبير اقتصادي يكشف أسباب الهدوء في السوق وسط تخفيف التوترات الجيوسياسية

تشهد أسعار الذهب في الآونة الأخيرة حالة من التراجع الملحوظ مقارنة بالأشهر السابقة، حيث انخفض سعر الأوقية عن 3350 دولارًا بعدما سجل مستويات قريبة من هذا الرقم، ويرجع هذا التغير إلى عوامل متعددة أبرزها التحسن النسبي في الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، وفي هذا المقال نستعرض الأسباب الكامنة خلف هذا الانخفاض وما قد يؤثر على مستقبل أسعار الذهب.

أسباب تراجع أسعار الذهب

وفقًا للخبير الاقتصادي المعروف سمير رؤوف، فإن الانخفاض الأخير الذي شهده الذهب يعد “هدوءًا مؤقتًا” مرتبطًا بالعديد من الأسباب، ويمكن تلخيص أبرزها في النقاط التالية:

• تخفيف التوترات الروسية الأوكرانية: شهدت العلاقات بين روسيا وأوكرانيا تهدئة نسبية نتيجة محاولة الجهود الدبلوماسية المستمرة، وأثر ذلك مباشرة في تقليل الطلب على الذهب كملاذ آمن.
• الهدنة المرتقبة في غزة وفلسطين: تحسين الأوضاع الجيوسياسية في هذه المنطقة الحساسة كان سببًا جوهريًا في تعزيز الاستقرار وتشجيع المستثمرين على الالتفات نحو أدوات استثمارية أخرى.
• حل التعريفات الجمركية مع أوروبا: تأجيل التعريفات الجمركية الأمريكية المفروضة على الاتحاد الأوروبي أعطى الأسواق دفعة ثقة، مما قلل من الحاجة إلى قنوات ملجأ استثمارية كشراء الذهب.
• تخفيض الضرائب على الواردات الصينية: الخطوة الأمريكية بتقليل الرسوم الجمركية على السلع الصينية أسهمت في خلق جو تفاؤلي بالأسواق، مما أدى بدوره إلى انخفاض الطلب العالمي على الذهب.

تغير الرؤية حول الذهب كاستثمار

الذهب يمثل أداة استثمارية يحتمي بها المستثمرون خلال الأزمات، لكن الخبير الاقتصادي سمير رؤوف يؤكد أن هذه الرؤية قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد الحقيقي، فالذهب يُعد مخزنًا للقيمة بعيدًا عن تحريك عجلة الإنتاج، وذلك على العكس من استثمارات أخرى مثل مشتريات السلع والخدمات التي تسهم في تنشيط العملية الإنتاجية وتوفير فرص العمل، موضحًا أنه عندما يتم استثمار الأموال في الذهب فإنها تُكتنز بعكس استثمارها في سلع إنتاجية تدعم الاقتصاد.
وأضاف أن تراجع أسعار الذهب يتيح الفرصة للمستثمرين لإعادة تقييم خياراتهم الاستثمارية، الأمر الذي قد يدعم الاقتصادات من خلال توجههم إلى خطوات أكثر إنتاجية.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

يتوقع خبراء السوق والمحللون عودة أسعار الذهب تدريجيًا إلى الارتفاع في الفترة القادمة، لكن هذه الزيادات المحتملة ستكون أكثر استقرارًا بصعود أبطأ من المعتاد، وتشير التوقعات إلى أن تحسن المناخ الجيوسياسي سيكون المحرك الأساسي لهذا الثبات، مع وجود بعض العوامل التي قد تدعم استمرار الذهب كأداة آمنة للادخار بالنسبة لفئات متعددة.
ويرى الاقتصاديون أن استقرار أسعار الذهب مرتبط بشكل مباشر بتحسن العلاقات بين الدول إلى جانب الخطوات التصحيحية في السياسات التجارية بين أكبر القوى العالمية، وبهذا تصبح استثمارات الذهب خيارًا استراتيجيًا متوازنًا وليس مجرد ملاذ آمن في أوقات الأزمات.

العوامل المؤثرة على أداء الذهب