«تحركات جديدة» أسعار الذهب تتجاوز 3300 دولار وسط تصاعد النزاعات التجارية

في ظل انتهاء الأسواق الأمريكية مع عطلة يوم الذكرى، يمر سوق الذهب بحالة من جني الأرباح بشكل هادئ مع الحفاظ على مستوى دعم قوي يفوق 3300 دولار للأونصة. يعتبر الذهب من أصول الملاذ الآمن المفضّلة لدى المستثمرين في الأوقات غير المستقرة اقتصاديًا أو سياسيًا. على الرغم من الضغوط الأخيرة التي تشهدها أسعاره، لا تزال التوقعات المستقبلية داعمة لهذا المعدن النفيس.

سوق الذهب وتحركات الأسعار

يشير المحللون إلى أن الذهب يواجه تحديات مستمرة نتيجة انخفاض الطلب عليه كملاذ آمن. ومع ذلك، فقد شهد ارتفاعًا ملموسًا يوم الجمعة عقب تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، على الرغم من تأجيل تنفيذ هذه الرسوم لاحقًا إلى شهر يوليو بعد مشاورات مع المسؤولة الأوروبية أورسولا فون دير لاين. هذه الأحداث الاقتصادية تؤثر بشكل ملموس على تحركات سوق الذهب.

أما من حيث تداول الأسعار، انخفض سعر الذهب إلى 3338.70 دولارًا للأونصة بتراجع بلغ 0.54%. على الرغم من هذا الانخفاض، تبقى المؤشرات الفنية تدعم ارتفاع أسعار المعدن الأصفر على المدى الطويل، خاصةً في ظل استمرار حالة الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية.

العوامل المؤثرة على أداء الذهب

تتأثر أسعار الذهب بمجموعة من العوامل الأساسية، بما في ذلك المخاطر الجيوسياسية وفرض التعريفات الجمركية، فضلاً عن البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة. تشير تقارير من بنك سيتي إلى أن الأسعار قد ترتفع إلى 3500 دولار للأونصة خلال الأشهر المقبلة، مدفوعة بالمخاوف العالمية بشأن السياسات التجارية الأمريكية وارتفاع الدين العام. كما يتوقع بنك يو بي إس تحسنًا إضافيًا في أسعار الذهب مع استمرار الطلب على الملاذات الآمنة بين المستثمرين.

  • استمرار المخاطر الجيوسياسية يدعم شراء الذهب كملاذ آمن
  • التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا ترفع من تقلبات الأسواق
  • ضعف الثقة في الأسواق المالية العالمية يعزّز مكانة المعدن النفيس

توقعات السوق وأداء الدولار الأمريكي

تتسبب التوترات السياسية العالمية في حالة من عدم الاستقرار في الأسواق وترتبط تداعيات ذلك بشكل مباشر بتراجع الدولار الأمريكي. سجل مؤشر الدولار قرب مستوى 99 نتيجة عدة عوامل سلبية، مثل المخاوف المتعلقة بالعجز المالي وغياب القدرة على اتخاذ سياسات تجذب مزيدًا من الاستثمارات. وبحسب ما أفاد المحللون الاقتصاديون، فإن ضعف الدولار يدعم بشكل عام أسعار الذهب نظرًا للعلاقة العكسية بينهما.

الذهب كملاذ آمن في ظل الدين الأمريكي المتصاعد

تزيد المخاوف بشأن ارتفاع الدين الأمريكي وترقب عمليات طرح السندات من قِبل وزارة الخزانة الأمريكية من أهمية الذهب كخيار استثماري آمن. في الوقت الحالي، يُتوقع أن يؤدي ضعف الطلب على السندات، وما يُصاحب ذلك من ارتفاع في العوائد، إلى تعزيز جاذبية الذهب لدى المستثمرين. يرى المحللون أن الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى اتخاذ سياسات أكثر مرونة، مثل خفض معدلات الفائدة أو التحكم في منحنى العائد، لدعم الاقتصاد، مما سينعكس إيجابيًا على أسعار المعدن الأصفر.

مستقبل الذهب وأسعار الفوائد

مع الاحتمالات المتزايدة لتدخل الفيدرالي وتشديد السياسة النقدية، تبرز التوقعات المتزايدة لصعود أسعار الذهب. وذلك بفضل دوره التاريخي في الاقتصاد كأصل مستقر ومضمون، قد يستمر الطلب المرتفع عليه كوسيلة للحماية من تقلبات الأسواق والتضخم. في ظل تلك الظروف، يبقى الذهب الملاذ الآمن الأول للمستثمرين في جميع أنحاء العالم.