«إلهام الشباب» رامي يؤلف 99 مقولة داخل سجنه لإيصال الأمل لجيله

ناقشت السفيرة نبيلة مكرم عبيد، وزيرة الهجرة السابقة ورئيس مجلس أمناء مؤسسة “فاهم” للدعم النفسي، تفاصيل قضية ابنها رامي الذي يخضع للمحاكمة حاليًا في الولايات المتحدة لتورطه في جريمة قتل نتيجة لمعاناته من مرض نفسي منذ عام 2021، مما دفعها إلى إطلاق مؤسسة “فاهم” بهدف توعية المجتمع بأهمية الصحة النفسية وكسر وصمة العار المرتبطة بها.

قضية رامي نجل وزيرة الهجرة السابقة

رامي، المولود عام 1996 والذي كان يعمل بإحدى الشركات في الولايات المتحدة، واجه اتهامًا بقتل زميله وشخص آخر داخل شقته في حادثة وقعت صباح 19 أبريل 2022، حيث وُجدت أداة الجريمة بالقرب من موقع الحادث، وتم القبض عليه لاحقًا في حالة إصابة ليُنقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، ويتزامن ذلك مع استمرار محاكمته حاليًا بتهمة القتل، وتروي والدته أن مرضه النفسي كان السبب الأكبر وراء الحادثة.

جهود تعليم اللغة العربية داخل السجن

ساهمت نبيلة مكرم بشكل كبير في تعليم ابنها اللغة العربية وهو في السجن، مستغلة هذه الظروف لتحضيره للعودة إلى مصر، وقالت إنها كانت تقدم له دروسًا يومية عبر هاتف السجن باستخدام الروايات العربية لنجيب محفوظ، مثل رواية “كفاح طيبة”، وكانت تقوم بتعليم الكلمات وترجمتها مع مراجعتها مع ابنها بعد كل جلسة تعليمية، الطريقة ساعدته على تعلم اللغة تدريجيًا بالرغم من الصعوبات.

إبداع رامي وتفوقه داخل السجن

برغم الظروف الصعبة التي يمر بها، أظهر رامي حبه للتعلم والتطوير الذاتي، فقد قرأ أكثر من 70 كتابًا باللغة الإنجليزية خلال فترة احتجازه، بل وألف كتابًا يحتوي على 99 مقولة تهدف لإلهام الشباب وتقديم الأمل لهم، واختار الرقم بناءً على رقم السجن الخاص به، وتشير والدته إلى أن دار نهضة مصر ستتولى نشر هذا الكتاب الذي يمثل رسالة تفاؤل وإصرار.

مؤسسة فاهم والصحة النفسية

جاء تأسيس السفيرة نبيلة مكرم لمؤسسة “فاهم” كنتيجة لتجربة شخصية مؤلمة، إذ تهدف المؤسسة إلى كسر الصور النمطية حول المرض النفسي وزيادة الوعي بالمشاكل النفسية وتأثيرها الكبير على الأفراد والمجتمعات، دور المؤسسة يتجلى في توجيه رسائل توعوية مساندة للأفراد والعائلات لمساعدتهم على فهم الأمراض النفسية دون خجل أو تردد، وفقًا لتصريحاتها، فإن هذه المبادرة تُعَد من أهم الإنجازات التي تهدف إلى تغيير المفاهيم الخاطئة.

تفاصيل محاكمة رامي

بدأت المحاكمة بعد وقوع الحادثة المؤلمة، حيث تشير التقارير إلى تورط رامي في الجريمة نتيجة لأزمة نفسية حادة، وقد تم العثور عليه مصابًا داخل مكان الحادث، وتصف والدته تجربتها مع محاكمة ابنها بأنها مؤلمة ولكنها تستخدمها لرفع الوعي بقضايا الصحة النفسية، مضيفة أن التجربة ساعدتها على إعادة تقييم نظرتها تجاه الابتلاءات واكتشاف قدرات كامنة داخلها.

الأثر الاجتماعي لتجربة رامي

تؤكد السفيرة نبيلة مكرم أن تجربة ابنها أثرت بشكل كبير على الكثير من الأشخاص، فقد ألهمتهم مواجهته للصعوبات وقدرته على تحويل المحن إلى فرص للتعلم، وتوضح أن تعليم رامي اللغة العربية يعد بناءً لجسر جديد لاطلاعه على جذوره الثقافية، كما أنها تعتزم الترويج لفكرته حول نشر الأمل من خلال طباعة المقولات التي كتبها على ملابس، إيمانًا منها بتأثير الكلمة على التغيير.